مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

من الله وُلدوا(يوحنّا1: 9-13)

~النص البيبلي~

9الكَلِمَةُ هوَ النُّورُ الحَقُّ، جاءَ إلى العالَمِ لِيُنيرَ كُلَّ إنسانٍ.10وكانَ في العالَمِ، وبِه كانَ العالَمُ، وما عَرَفَهُ العالَمُ.11إلى بَيتِهِ جاءَ، فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه.12أمَّا الّذينَ قَبِلوهُ، المُؤمِنونَ باَسمِهِ، فأعطاهُم سُلطانًا أن يَصيروا أبناءَ اللهِ،13وهمُ الّذين وُلِدوا لا مِنْ دَم ولا مِنْ رَغبَةِ جسَدٍ ولا مِنْ رَغبَةِ رَجُلٍ، بل مِنَ اللهِ.

~شرح النص~

في الآيات6–13، استكمال تاريخي وشرح لإعلانات الآيات4–5.فالكلمة الله، والكلمة الحياة، أشرقت وسط الظلمات كنور للناس؛ وها نحن نعلم أن العالم هو المكان الذي تسود فيه الظلمات.دخل يسوع هذا العالم، لكن العالم بأسره كان قد غرق في الظلمة فلم يعرف خالقه.والعالم في إنجيل يوحنّا هو الكون كلّه الذي خُلق بيسوع الخالق، لكنّه غرق في الخطيئة فنسي خالقه.

جاء يسوع هذا الكون في منطقة كان من المفترض أن يكون شعبها قد عرف الله الخالق والمخلّص، وقد اعتبر ذاته“شعب الله”، لكن المفارقة العجيبة هي أن هذا الشعب السالك في الظلمة“لم يقبله”.ومع ذلك، يبقى في هذا الشعب استثناءات قبلته فكانت لها الحياة.هؤلاء لم يكونوا من الظلمات فرأوا النور وقبلوه، وبالإيمان ميّزوا مجده فكان لهم أن يصيروا“أولاد الله”، وُلدوا منه بقبولهم النور الذي أشرق بيسوع، وقبلوا الله أبًا لهم.

~تأمل في النص~

كان اليهود يفخرون بأنّهم نسل ابراهيم، أما المؤمنون بالمسيح من أي نسل وضيع كانوا فلهم الفخر والمجد لأنهم“من الله وُلدوا”.إنه امر يتخطّى قدرة الإنسان، مهما كان رفيع الشأن والسلالة، فالولادة الإلهيّة عمل إلهي صرف يُعطى لمن يؤمنون بالمسيح.

كيف يمكن للحياة التي كانت في الكلمة أن تشرق في الظلمات، وتصبح نور الناس؟ لن نجد الجواب على هذا السؤال إلاّ في الآية14.

~الفكرة الرئيسة~

يسوع ليس من كشف النعمة والحق للعالم وحسب،بل هو من كشف الله الذي“لم يره أحد أبدًا”.هو وحده الذي“في حضن الآب”يستطيع أن يقوم بذلك لأنه الأقرب إلى الآب والمتّحد به تمامًا في الأزل.

~صلاة~

يا من خلقتنا بمحبتك، علّمنا بروحك القدوس أن نحبك فنحيا.آمين.

~قرار اليوم~