مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يوحنّا مَن أنتَ(يوحنّا1: 19-27)

~النص البيبلي~

19هذِهِ شَهادةُ يوحنَّا، حينَ أرسَلَ إلَيهِ اليَهودُ مِنْ أُورُشليمَ كَهنَةً ولاويِّـينَ ليسألوهُ: “مَنْ أنتَ؟”20فاَعتَرَفَ وما أنكَرَ…: “ما أنا المَسيحُ”.21فقالوا: “…هل أنتَ إيليَّا؟”قالَ: “ولا إيليَّا”.قالوا: “هل أنتَ النَّبـيُّ؟”أجابَ: “لا”.22فقالوا لَه: “مَنْ أنتَ…ماذا تقولُ عَنْ نَفسِكَ؟”23قالَ: “أنا…:صوتُ صارخٍ في البرِّيَّةِ:قَوِّموا طريقَ الرَّبِّ”.24وكانَ بَينَهُم فَرِّيسيُّونَ،25فقالوا ليوحنَّا: “كيفَ تُعَمِّدُ وما أنتَ المَسيحُ ولا إيليَّا ولا النَّبـيُّ؟”26أجابَهُم: “أنا أعمِّدُ بالماءِ، وبَينَكُم مَنْ لا تَعرِفونَهُ.27هوَ الّذي يَجيءُ بَعدي، ويكونُ أعظَمَ مِنِّي، وما أنا أهلٌ لأنْ أحُلَّ رِباطَ حِذائِهِ”.

~شرح النص~

هنا ابتدأت المقدّمة السرديّة المباشرة لما سيورده الإنجيلي من خبر يسوع المسيح ابن الله، الذي جاء لتكون الحياة لمن يؤمن به.ما ان يبدأ يوحنّا المعمدان بالشهادة لمجيء المسيح، حتى يُرسل إليه اليهود كهنة ولاويين ليتحرّوا ويستجوبوه.إنها بداية صراعٍ سيتواصل عبر كل الإنجيل، وسيؤدّي إلى ارتفاع المسيح على الصليب.

منذ بداية اليوم الأول تُفتح الدعوى بين يوحنّا المعمدان الشاهد، و”اليهوديّة الرسميّة”المتمثّلة بالكهنة واللاويين المرسَلين من يهود أورشليم.يطرح هؤلاء على يوحنّا أسئلة تبقى من دون جواب. “يوحنّا من أنت؟”ويأتي الجواب سلبيًا ومثلثًا: “لست المسيح”، ابن داود الممسوح والموعود ليجمع شعبه؛ و”لست إيليا”الذي لم يمت، والمنتظَر ليعود ويفتتح الأزمنة المسيحانيّة(2ملوك2: 11)؛ و”لست النبي”الموسوي(تثنية18: 15،18)الذي ينتظر شعبُ الله ظهورَه في نهاية الأزمنة.جواب المعمدان هو تأكيد لمن كانوا يظنّونه المسيح المنتظر، بأن عليهم الانفتاح على آخر أعظم منه.جوهر سؤالهم الثاني“ما بالك تعمِّد”هو التالي:ما هو الجديد الذي يرمز إليه عمادك يا يوحنّا؟ في جوابه، يعترف المعمدان بضرورة التجديد المطلق، ولكن ليس بواسطة عماد الماء بل بمسحة الروح القدس، وهو ما يرفضه الذين يسجنون أنفسهم في أنظمة دينيّة جامدة.

~تأمل في النص~

لنا في هذه الآيات ملخص عن شهادة يوحنّا أثناء ممارسته العماد على نهر الأردن.أمام الرؤساء الدينيّين المتشوّقين لمعرفة إن كان هو المسيح أو إيليا سابقه أو النبي الذي تكلّم عنه موسى، جاءت شهادته جازمة:لست أحدهم!ليس المعمدان سوى الصوت الصارخ في البريّة والذي أعلن عنه إشعيا(40: 3).

أما من هو إذًا، فيشهد يوحنّا، أن بينهم من لا يعرفونه وهو الأعظم حتى أن يوحنّا لا يستأهل أن“يحلّ رباط حذائه”…في صورة للمجد المزمع أن يظهر بين البشر.سيكمل يوحنّا شهادته ليس بالكلام وحسب بل بتصرّفاته العمليّة كما يظهر في الآيات التالية.

~الفكرة الرئيسة~

إن الممسوح القادر على منح الخلاص،حاضر الآن فيما بينهم،لكنّهم لا يريدون أن يعرفوه،لأنه يجبرهم على تجديد ذهنيّاتهم.

~صلاة~

نعترف اليوم يا رب بأنك لطالما كنت بيننا وتجاهلنا وجودك.تركناك وبحثنا عن خلاصنا في أصنام جعلنا فيها رجاءنا فخاب.إغفر لنا يا رب وأرشدنا إليك يا إلهنا.آمين.

~قرار اليوم~