مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

من سمع بمثل هذا الأمر؟ من رأى شبيهًا له؟

(إشعيا66: 5-18أ)

~النص البيبلي~

5فا‏سمَعوا كلِمَةَ الرّبِّ، أيُّها الخائِفونَ كلِمَتَهُ، قالَ: “إخوَتُكُمُ الّذينَ يُبغِضونَكُم ويَنبُذونَكُم لأجلِ ا‏سمي يقولونَ لكُم ساخِرينَ:ليُظهِرِ الرّبُّ مجدَهُ حتّى نراكُم تشمَتونَ مِنَّا.هؤلاءِ الّذينَ يقولونَ هكذا يَخزَونَ”.6صوتُ ضَجيجٍ مِنَ المدينةِ، صوتٌ مِنَ الهَيكلِ، صوتُ الرّبِّ الّذي يُعامِلُ أعداءَهُ بالمِثْلِ.7قبلَ أنْ تـتمَخَّضَ‌ولَدَت، وقبلَ أنْ يأخُذَها الطَّلْقُ ولَدت ذكرًا.8مَنْ سمِعَ بمِثلِ هذا الأمرِ؟ مَنْ رأى شَبـيهًا لهُ؟ أتولَدُ أرضٌ في يومٍ واحدٍ، أم تخرُجُ أُمَّةٌ في لَحظَةٍ، حتّى تلِدَ صِهيَونُ بَنيها وتُخرِجَهُم قَبلَ مَخاضِها؟”…12لأنَّ هذا ما قالَ الرّبُّ: “ها أنا أبسُطُ السَّلامَ علَيها كالنَّهرِ وغِنى الشُّعوبِ كجَدوَلٍ فائِضٍ، فتَرضَعونَ وتُحمَلونَ في الأحضانِ، وتُدَلَّلونَ كالطِّفلِ على الرُّكبَتَينِ.13كمَنْ تُعَزِّيهِ أمُّهُ أُعَزِّيكُم أنا، وفي أورُشليمَ أنتُم تُعَزَّونَ…”15ها هوَ الرّبُّ في النَّارِ يأتي، ومَركباتُهُ كالزَّوبَعةِ، غضَبُهُ يَنزِلُ كالجَمرِ وتأنيـبُهُ كلَهيـبِ نارٍ.16لأنَّ الرّبَّ بالنَّارِ والسَّيفِ يُعاقِبُ البشَرَ، ويكونُ قَتلى الرّبِّ كثيرينَ…18وأنا عالِمٌ بأعمالِهِم وأفكارِهِم…

~شرح النص~

بعد تمييزه بين الطاعة الصحيحة والعبادة المرفوضة، ينتقل النص ليخاطب“خائفي الرب”ويعلن لهم بأن الرب سيتدخّل شخصيًا ويصنع أمرًا عجيبًا في حياتهم.ففي الوقت الذي يسخر فيه“الآخرون”منهم ويضطهدونهم ويتحدّونهم بأن يظهر الرب نفسه إلى جانبهم، يعلن النص بأن الرب سيتدخّل فعلاً وأن ذلك التدخّل سيحمل تأثيرًا عظيمًا لا مثيل له.فتدخّل الرب سيكون مفاجئًا وسريعًا يشبه المخاض والولادة ليصنع واقعًا جديدًا.يستعمل النص تعبير“المخاض”ثلاث مرات و”الولادة”خمس مرات ليؤكد البداية الجديدة وحصولها المفاجئ والفرح الذي يرافقها لمحبي الرب، الذين يعدهم الرب بأن يرعاهم ويفيض بمحبته في حياتهم كالوالدة وبأن يفيض عليهم بـ”السلام”والحياة الفياضة كنهر.من جهة أخرى، ذلك التدخّل الإلهي العظيم الذي يمثل إنجيلاً لـ”طالبي الرب”سيكون مرعبًا كلهيب نار لمضطهديهم.

~تأمل في النص~

لا شك بأن من يقرأ هذا النص سيجد ارتباطات عديدة مع ما يعلنه يسوع لتلاميذه في الأناجيل.فهذا النص يعلن، من جهة، بأن محبي الرب سيضطهدون لأجل اسمه، وهو، من جهة أخرى، يستعمل صورة الولادة لإعلان أن الرب سيتدخّل بشكل مفاجئ إلى جانب محبيه المضطهدين لأجل اسمه لصنع واقع جديد يسوده الفرح والحياة الفياضة لهم.وكلا الإعلانين يتفقان مع ما يعلنه يسوع لتلاميذه(متى5: 11–12؛ يوحنّا16: 20–22).إشعيا66: 5–16يعلن لنا بأنه لا يوجد طريقة سهلة للإيمان الجدي والحقيقي، وبأننا يجب أن نكون مستعدين لتحمّل نتائج التزامنا بإيماننا ودفع ثمن ذلك، مع الثقة بأن إلهنا هو الإله الذي يرافقنا في كل ذلك ويتدخّل بطريقته الخاصة بنعمته في حياتنا ويفيض فيها بمحبته ليملأها بسلامه وفرحه والحياة الفياضة معه بشكل يتجاوز منطقنا البشري.

~الفكرة الرئيسة~

علينا أن نلتزم بإيماننا بالله ومحبتنا له ونحن مستعدون لدفع ثمن ذلك من جهة أولى،وواثقون بأن إلهنا يرافقنا ويعدنا بأنه سيتدخّل ليصنع الكل جديدًا في حينه من جهة أخرى.

~صلاة~

عيوننا نحوك يا إله الحياة لتمد يدك وتفيض في حياتنا بمحبتك وسلامك غنى معرفتك.

~قرار اليوم~