مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ليتك تشق السماوات وتنزل(إشعيا63: 19-64: 6)

~النص البيبلي~

19ليتَكَ تشُقُّ السَّماواتِ وتنزِلُ فتَميدَ الجبالُ مِنْ وجهِكَ.

64تكونُ يا ربُّ كنارٍ توقِدُ الهَشيمَ وتجعَلُ المياهَ تَغلي…2حينَ نزَلتَ فيما مضى وعَمِلْتَ أعمالاً رهيبةً لم نكُنْ ننتَظِرُها، مادَت مِنْ وجهِكَ الجبالُ.3مِنَ الأزَلِ لم تَسمَعْ أذُنٌ ولا رأتْ عينٌ إلهًا غيرَكَ يصنَعُ ما يصنَعُ للَّذينَ يرجونَهُ.4تُرَحِّبُ بمَنْ يفرَحونَ بِكَ ويَصدِقونَ ويَذكُرونَ طُرُقَكَ‌.أنتَ غاضِبٌ لأنَّنا خَطِئْنا.مِنَ الأزَلِ ونحنُ في خطايانا، فهل نخلُصُ؟5كُنَّا كُلُّنا كشيءٍ نجِسٍ، وفضائِلُنا كُلُّها كخِرْقةٍ دنِسَةٍ، فذَبُلْنا جميعا كالورَقَةِ، وآثامُنا حمَلَتْنا كالرِّيحِ6وما بقيَ أحَدٌ يدعو با‏سمِكَ ولا يتحَرَّكُ ليتمسَّكَ بكَ، حتّى حجَبتَ وجهَكَ عَنَّا وتركتَنا نذوبُ بآثامِنا.

~شرح النص~

الجزء الرابع(إشعيا64: 1–6)من مزمور الرثاء في إشعيا63: 7–64: 11ينتقل من الطلب إلى الرب أن ينظر إلى آلام شعبه(63: 15–19)إلى الطلب إليه أن يشق الجَلَد الذي يفصل بين السماوات مكان سكناه والأرض مكان وجود أورشليم وينزل للتعامل مع تلك الآلام.ويطالب النص الرب بأن يترافق تدخّله بتأثير واضح يشبه نزوله على جبل سيناء واعطائه للشريعة في قصة الخروج من مصر(خروج19)، حيث يترافق ذلك النزول بنار ووجود خطر(إشعيا64: 1–2).ويختلف هذا الجزء من القصيدة عن الجزء الذي يسبقه(63: 15–19)في عدم تحميله مسؤولية واقع الشعب للرب، الذي يسبّحه ويمجّده كإله لا مثيل له(64: 3)، ولكن لخطيئة الشعب نفسه، الذي يعتبر بأنها أزلية(آية4).ويعتبر النص بأن خطيئة الشعب تلك جعلت كل فضائله بلا قيمة وجعلت منه ذابلاً كورقة تحملها الريح(آية5).ويتساءل النص عن إمكانية تدخّل الرب لخلاص شعبه(آية4ب)، لأن فشل الشعب جعل الرب يفقد شعبه ومن يؤمنون به ويعبدونه وجعل الشعب يفقد استحقاقه لإلهه(آية6).

~تأمل في النص~

إذا كان إشعيا63: 7–14و15–19يمثلان نموذجًا لصرخة المؤمن المتألم وتساؤله عن علاقة الرب بما يصيبه، لا بل وتحميله مسؤوليته، فإن إشعيا64: 1–6يمثل اعترافًا صريحًا من الشعب بـأنه هو المسؤول عن واقعه المزري، بسبب خطيئته التي كسرت علاقته بإلهه وجعلت كل طاعته وعبادته وفضائله بلا قيمة.وبالتالي، ينتقل إشعيا64: 1–6من مجرد طلب الحصول على انتباه الرب لمعاناة شعبه وتذكيره بعهده معه إلى الطلب من الرب أن يتدخّل تدخّلاً جديًا ومؤثرًا، لا بل وقاسيًا، لتغيير ذلك الواقع.وبالتالي، فإشعيا64: 1–6يمثل انتقالاً في صراع المؤمن المتألم مع واقعه، من البحث عن“شمّاعة”يحمّلها مسؤولية ما يصيبه، إلى التعامل مع ذلك الواقع بشكل ناضج، يدرك فيه المؤمن مسؤوليته ويتحمّلها ويتعامل معها، بحيث ينتقل من لوم الرب إلى طلب تدخّله مع اعترافه بعدم استحقاقه لذلك.

~الفكرة الرئيسة~

نحن مدعوون لندرك ونتحمّل مسؤوليتنا كبشر عن واقعنا الصعب ونطلب إلى الرب أن يتدخّل بطريقة فعّالة لا بل وقاسية تمحّصنا كالذهب في النار لتغيير ذلك الواقع.

~صلاة~

نعترف أمامك يا ربنا بانكسارنا وعجزنا؛ مد يدك، المسنا بمحبتك، اشف كسرنا، غيّرنا، واصنع منا رسلاً لملكوتك ومحبتك.

~قرار اليوم~