YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

DAY 172 OF 365

أنت يا رب أبٌ لنا وفادينا، منذ الأزل اسمك

(إشعيا63: 15-19)

~النص البيبلي~

15تطَلَّعْ يا ربُّ مِنَ السَّماءِ وا‏نظُرْ مِنْ مَسكِنِ القُدْسِ وسُمُوِّ مجدِكَ:أينَ غَيرَتُكَ وجَبروتُكَ؟ هل منَعتَ عنِّي لَهفَةَ قلبِكَ ومراحِمَكَ لي.16أنتَ يا ربُّ أبٌ لنا، فلا إبراهيمُ ولا يَعقوبُ يعرِفانِنا.أنتَ يا ربُّ أبٌ لنا وفادينا، منذُ الأزَلِ ا‏سمُكَ.17لماذا أضلَلْتَنا يا ربُّ عنْ طرُقِكَ وقسَّيتَ قُلوبَنا عنْ مَخافَتِكَ.إِرجِـعْ إلينا مِنْ أجلِ عبـيدِكَ، مِنْ أجلِ أسباطِ يَعقوبَ خاصَّتِكَ‌18شعبُكَ المُقدَّسُ مَطرودٌ منذُ حينٍ، وأعداؤُنا داسوا مقدِسَكَ.19صِرْنا مِنْ زمَنٍ بعيدٍ كالّذينَ لم تكُنْ لهُم سيِّدًا ولا دُعوا با‏سمِكَ.

~شرح النص~

يمثل هذا النص الجزء الثاني من مزمور الرثاء الموجود في إشعيا63: 7–64: 11، ويتابع الخط الموجود في آيات7–14بالتساؤل حول“أين”هو الرب ومطالبته بالتدخّل لتغيير واقع شعبه.لكن النص ينقل“الشكوى”من عدم تدخّل الرب خطوةً جديدةً، من خلال تحميل الرب صراحة المسؤولية عن الواقع الحالي وتأكيد ضرورة تدخّله الفوري لصالح شعبه.فآية15أ تبدأ باعتبار أن الرب بعيد في السماء وتدعوه ليسمع صراخ شعبه ويلاحظ معاناته.وآية15ب تستخدم أسلوب الـ”أين”من جديد لتتحدّى الرب في غيرته وجبروته ومحبته ورحمته.آية16تتحدّى الرب بأنه هو، وليس ابراهيم أو يعقوب،“الأب”الحقيقي لاسرائيل؛ بكلمات أخرى، الرب هو الإله الحي، في حين أن ابراهيم ويعقوب أموات، وبالتالي فرجاء الشعب هو ليس في التقليد ولكن في العلاقة الحية مع الإله الأزلي.وهنا تأتي آية17لتأخذ شكوى الشعب وتحدّيه للرب خطوة إضافية، حيث تعلن بأن الرب هو المسؤول عن خطيئة اسرائيل، وبالتالي، تدعو الرب نفسه لـ”يرجع”أي يتوب من أجل“شعبه”ومن أجل“مقدسه”هو(آية18)، لأن ابتعاده وصمته وعدم التفاته لواقع شعبه وعدم تدخّله جعلت شعبه كأي شعب آخر لا يعرف الله، وأفقدته بالتالي هويته وميزته كشعب الله(آية19).

~تأمل في النص~

لا شك بأن النص يطرح مجموعة تحدّيات لاهوتية ترتبط جميعها بسؤال علاقة الله بالألم.فهو يعلن بأن الرب بعيد“في السماء”، لا يسمع صرخات شعبه ولا يلتفت إلى معاناته.كما أنه يعلن إعلانًا أكثر صعوبة وهو أن الرب هو المسؤول عن تلك المعاناة.لكن علينا أن ندرك هنا أن إشعيا63: 15–19هو، كما كل القصيدة الموجودة في إشعيا63: 7–64: 11، ليس نصًا عقائديًا ولكنه قصيدة وجدانية تمثّل نموذجًا لصراخ المؤمن المتألم الذي يبحث عن الله في وسط ألمه.النص يمثل صرخة ألم، ولكن أيضًا رجاء بأن الله حي وأن رجاءنا هو في الله الحي، وأننا نريد ونترجّى أن نختبر عمل الله في حياتنا في الحاضر.إنه يمثل نموذجًا لصرخة اللوم التي كثيرًا ما يصرخها المؤمن في وجه الله في وقت الألم، ولنا في أيوب خير مثال على ذلك.وكما في حالة أيوب، إلهنا إله النعمة، هو إله، رغم عدم مسؤوليته عن ألمنا، إلا أنه يفهم ألمنا ويتفهّم صراخنا ويقبله بمحبته الفائقة.

~الفكرة الرئيسة~

الإله الذي نؤمن به هو إله حي يفهم معاناتنا،ويدرك ضعف بشريّتنا،ويقبل،بنعمته،صراخنا في وسط ألمنا،حتى لو كنا في حضرته.

~صلاة~

نشكرك اللهم لأجل محبتك الفائقة التي تسمع صرخات وأنات قلوبنا، أعن ضعف إيماننا.

~قرار اليوم~

About this Plan

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More