مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

وتُدعَينَ باسم جديد تعيّنه كلمة الرب(إشعيا62: 1-5)

~النص البيبلي~

62لأجلِكِ يا صِهيَونُ لا أسكُتُ، لأجلِكِ يا أورُشليمُ لا أهدأُ حتّى يخرُجَ كالضِّياءِ حقُّكِ وكمِصباحٍ متَّقِدٍ خلاصُكِ.2فتَرى الأُمَمُ حَقَّكِ وجميعُ المُلوكِ مَجدَكِ.وتُدعَينَ با‏سمٍ جديدٍ‌تُعَيِّنُهُ كلِمَةُ الرّبِّ.3تكونينَ إكليلَ عِزٍّ في يَدِ الرّبِّ وتاجَ مُلْكٍ في كَفِّ إلهِكِ.4لا يُقالُ لكِ مِنْ بَعدُ هجَرَها أهلُها، ولأرضِكِ مِنْ بَعدُ أرضُ خَرابٍ.بل يُقالُ هيَ موضعُ سُروري وأرضُكِ تكونُ مُخصِبةً، لأنَّ الرّبَّ يُسَرُّ بكِ، وبما في أرضِكِ مِنْ خِصبٍ.5فكما‌يتَزوَّجُ الشابُّ بِكرًا، كذلِكَ بنوكِ يتَزوَّجونَكِ.وكسُرورِ العريسِ بالعروسِ يفرَحُ بكِ الرّبُّ إلهُكِ.

~شرح النص~

يتابع إشعيا62الروح الإيجابية التي تتمحور حول التحوّل الجذري الذي يعد الرب شعبه باختباره في المستقبل والذي يتناقض مع واقعه المزري.آيات1–5يعلن الرب لأورشليم أنه سيكسر حاجز الصمت ولن يهدأ حتى يمنحها الحق والخلاص والمجد(آيات1–2).وإعلان كسر الصمت ذاك هو إعلان هام إذا ما أدركنا بأن السبي والدمار يفسَّران على أنهما نتيجة لـ”صمت الرب”.وهذا هو السياق الذي يأتي فيه وعد الرب لإسرائيل بتغيير اسمها من“مهجورة”إلى“موضع سرور الرب” (آيات2،4).ومن المهم أن ندرك أن تغيير الاسم يشير إلى منح هوية جديدة، وبالتالي بداية جديدة.الرب يعد أورشليم ببداية جديدة وعلاقة جديدة معه، وبمستقبل مزدهر مثمر تكون فيه“إكليل عز وتاج ملك في يد الرب”، وبخلاص يعطي إسرائيل حقها ومجدها في عيون كل الأمم.ومن الملفت للنظر أن النص يستخدم صورة الزواج كرمز لهذه العلاقة الجديدة بين الرب وأورشليم(آية5).فكما أن الزواج يمثل بداية حياة جديدة ويترافق بالاحتفال وبالفرح وبالاثمار، فهكذا يعد الرب شعبه ببداية جديدة يسودها الفرح والاحتفال، وينتظر منها الاثمار والازدهار، حيث أن أرضها ستتحوّل من أرض خراب إلى أرض مخصبة(آية4).وكما أن الزواج يتضمن التزامًا متبادلاً عقد قران علني، هكذا علاقة الرب بشعبه والتزامه به سيكونان معلَنين أمام كل الأمم(آية2).

~تأمل في النص~

هذا النص يدور حول البداية الجديدة التي يعلنها الله لشعبه والمؤسسة على التزامه هو تجاهها، والذي يقوده لتجديد علاقته بها ويعدها بمنحها الخلاص والمجد والفرح والازدهار والاثمار.النص يعلن أن علاقتنا بالله هي علاقة حية متجدّدة وأن هذه العلاقة تمنحنا هوية جديدة ومكانة جديدة وإرسالية جديدة ودورًا جديدًا.إلهنا هو إله حي؛ وعلاقتنا به هي علاقة حية؛ وتعهّده بمحبتنا هو تعهّد جديد في كل صباح.ونحن مدعوّون، في قلب أوقات ضعفنا، لندرك التزام إلهنا بذلك، ولنعيش على أساس الهوية الجديدة التي تفرضها علينا علاقتنا الحية المتجدّدة بذلك الإله، الذي يملأ حياتنا بالفرح والازدهار.

~الفكرة الرئيسة~

إلهنا هو إله الفرص الجديدة وعلاقتنا بالله هي علاقة حية متجدّدة تمنحنا هوية جديدة وتحملنا إرسالية جديدة وتملأ حياتنا بالفرح والازدهار والإثمار.

~صلاة~

“رأفة الرب لا تنقطع ومراحمه أبدًا لا تزول.هي جديدة في كل صباح، فما أعظم أمانتك” (مراثي إرميا3: 22–23).

~قرار اليوم~