مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

بل أنا أكون نورك الأبدي وأنا أكون بهاءك

(إشعيا60: 17-22)

~النص البيبلي~

17بدَلَ النُّحاسِ آتيكِ بالذَّهَبِ، وبالفِضَّةِ بدَلَ الحديدِ، بالنُّحاسِ بدَلَ الخشَبِ وبالحديدِ بدَلَ الحجارةِ، وأجعَلُ لكِ السَّلامَ واليًا والعَدلَ وكيلاً علَيكِ.18لن يُسمَعَ بالظُّلمِ في أرضِكِ ولا بالدَّمارِ والخَرابِ داخِلَ حُدودِكِ.بل يكونُ في أسوارِكِ الخلاصُ، وفي أبوابِكِ تهاليلُ النَّصرِ.19لا الشَّمسُ تُنيرُكِ في النَّهارِ، ولا القمرُ بضيائِهِ يُنيرُ لَيلَكِ‌، بل أنا أكونُ نورَكِ الأبديَّ وأنا أكونُ بهاءَكِ.20شمسُكِ لا تغيـبُ مِنْ بَعدُ والقمرُ لا يُصابُ بالنُّقصانِ، لأنَّ الرّبَّ يكونُ نورَكِ الدَّائِمَ.وتكونُ أيّامُ مَناحَتِكِ ا‏نقَضَت‌.21وجميعُ شعبِكِ مِنَ الأبرارِ، يرِثونَ الأرضَ إلى الأبدِ.هُم غَرسٌ أنا غَرَستُهُ وصُنعُ يَديَّ لأتَمَجَّدَ بهِ.22القليلُ مِنهُم يصيرُ ألفًا والصَّغيرُ يصيرُ ُأمَّةً عظيمةً.أنا الرّبُّ ُأعجِّلُ ذلِكَ في حينِهِ.

~شرح النص~

تختتم قصيدة الرجاء الموجودة في إشعيا60بمجموعة من الصور المميزة التي تعلن التغيير العظيم الموعود في مستقبل شعب الله.فإشعيا60: 17–18يقدّم الانقلاب العظيم في المستقبل عبر مجموعة من الـ”بدل”؛“الذهب بدل النحاس”و”الفضة بدل الحديد”و”النحاس بدل الخشب”و”الحديد بدل الحجارة”و”الخلاص وتهاليل النصر بدل الظلم والدمار والخراب”.ومما لا شك فيه أن ذلك“البدل”يأتي لتصحيح الصورة السلبية المرسومة في3: 24والتي تشير إلى الإهانة والانهيار اللذين تختبرهما إسرائيل.إشعيا60: 17–18يرسم صورة وضع مشرق يتناقض وذلك الواقع المزري.ومن الملفت للنظر أن آية17تشخصن“السلام”و”العدل”كقوى تضمن ذلك الوضع الجديد المشرق.وذلك الـ”بدل”الموعود في مستقبل شعب الله يسير خطوة إضافية في آية19، حيث يحل الرب مكان الشمس والقمر، ضمانة الخليقة الجديدة والمستقرة، كنور وبهاء أبدي لأورشليم؛ وبذلك تضمن إسرائيل ألا تحل الظلمة عليها من جديد أبدًا، بل تكون في نور وازدهار أبديَين، وتنقضي أيام مناحتها وترث“أرض”ميعادها إلى الأبد، ويثمر شعبها، حتى الضعيف والقليل منهم، بشكل عظيم(آيات20–22).

~تأمل في النص~

مما لا شك فيه أن القصيدة الموجودة في إشعيا60هي قصيدة إعلان ثقة ورجاء فائقَين.فهي تتوجه إلى شعب ضعيف ويصارع في بناء مستقبله لتعلن له وعد إلهه بمستقبل مزدهر ومشرق.ويتميّز ذلك الرجاء بأنه يتمحور حول عمل الله في حياة شعبه، وبأنه يعد الشعب بانقلاب كلي في مستقبله، الذي يسيطر عليه كل ما هو جديد ومتجدّد في حياة يمثّل الله مصدرها وضمانتها.ومما لا شك فيه أننا أعوز ما نكون لتلك القصيدة وذلك الإعلان اليوم ونحن نصارع في ضعفنا ونتعثّر في محاولاتنا لإعادة بناء مستقبلنا.إشعيا60يدعونا لنرى واقعنا المزري نتيجة ضعفنا البشري، ونضع رجاءنا في عمل إلهنا الحي، القادر وحده على خلق واقع جديد ومتجدّد يتناقض وواقعنا المزري حاليًا.إشعيا60يدعونا لنؤسس حياتنا الجديدة على الرب وعمله في حياتنا، واثقين بأن من ابتدأ فينا عملاً صالحًا قادر أن يكمل إلى المنتهى.

~الفكرة الرئيسة~

رجاؤنا بمستقبل أفضل هو رجاء حي مؤسس على وجود الرب وعمله في حياتنا،الذي يضمن لنا مستقبلاً مزدهرًا يتناقض وواقعنا المزري.

~صلاة~

كل المجد والتسبيح لك يا ربنا يا مرتجى كل الأمم؛ المجد والبركة والسلطان لمصدر كل حياة.

~قرار اليوم~