مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

قومي استنيري فنورك جاء، ومجد الرب أشرق عليك

(إشعيا60: 1-7)

~النص البيبلي~

60قومي ا‏ستَنيري‌فَنورُكِ جاءَ، ومَجدُ الرّبِّ أشرَقَ علَيكِ.2ها هوَ الظَّلامُ يُغَطِّي الأرضَ، والسَّوادُ الكثيفُ يشمَلُ الأُمَمَ.أمَّا علَيكِ فيُشرِقُ الرّبُّ وفَوقَكِ يتَراءَى مَجدُهُ…4تَطَلَّعي وا‏نظُري حَولَكِ!جميعُهُم قادِمونَ إليكِ:بَنوكِ يسيرونَ مِنْ بعيدٍ وبَناتُكِ يُحمَلنَ في الأحضانِ،5فتَنظُرينَ إليهِم وتَتَهلَّلينَ ويَخفُقُ قلبُكِ ويكبَرُ.ثروَةُ البحارِ‌تَنتَقِلُ إليكِ، وغِنى الشُّعوبِ إليكِ يعودُ.6…حامِلينَ الذَّهبَ والبَخورَ ومُبَشِّرينَ بأمجادِ الرّبِّ.7وغنَمُ قيدارَ كُلُّها تُجمَعُ إليكِ وكِباشُ نبايوتَ توضَعُ في خِدمَتِكِ، فتُصعِدينَها مَقبولةً على مذبَحِ الرّبِّ، وبِها يزدادُ بَهاءُ هَيكلِهِ.

~شرح النص~

إذا كان إشعيا56–59يشير إلى صراع في وسط شعب الله، فإن إشعيا60–62يشير إلى المستقبل المشرق الذي ينتظر شعب الله.إشعيا60هو عبارة عن قصيدة طويلة تحمل أخبارًا سارة لشعب الله ممثلاً بأورشليم، التي يعدها النص باختبار السلام والأمان والغنى والازدهار والمكانة المرموقة بين الأمم.فإشعيا60: 1يفتتح القصيدة بدعوة إورشليم لـ”تقوم”و”تستنير”.وهذان الفعلان يمثلان كلاهما فعلي أمر موجهين لأورشليم، ولكنهما يرتبطان كليهما بمجيء الرب وإشراق مجده عليها.وبالتالي، ففي الوقت الذي تغرق فيه الأمم بالظلام سيشرق مجد الرب ونوره فوق أورشليم؛ الأمر الذي يقود تلقائيًا إلى اختبار أورشليم لقوافل تنطلق من الأمم باتجاهها.فالأمم ستتبع نور الرب المشرق فوق أورشليم ومن خلالها(آية3)، فستقوم أولاً، وباختيارها، بإعادة بقية أولاد إسرائيل في الشتات(آية4)، وستخضع كل الأمم، للمرة الأولى، لإسرائيل، عوضًا عن العكس المعتاد فتقدّم جميعها الضرائب والجزية والهدايا لأورشليم.ومن الملفت للنظر أن آية6تشير إلى تقديم الأمم للذهب والبخور، واللذين يمثلان اثنين من الهدايا الثلاثة التي يحملها المجوس إلى الطفل يسوع(متى2: 11).في النهاية، يشير النص إلى أن خضوع الأمم لإسرائيل هو في البداية خضوع لاهوتي للرب، والذي يقوم لخضوع سياسي لشعبه(إشعيا60: 7).

~تأمل في النص~

يحمل إشعيا60رسالة رجاء لشعب الله خلال رحلة إعادة بناء حياته.إشعيا60: 1–7يعلن لشعب الله الأخبار السارة(الإنجيل)بأن الرب سيشرق بمجده في وسطه ومن خلاله، فيصنع له مستقبلاً مزهرًا ومزدهرًا.فإشراق مجد الرب سيعيد بناء حياة شعب الرب وسيضع شعب الرب في مركز حياة كل الأرض، فتسير الأمم المختلفة في نوره وتتبعه، وتخضع جميعها لإلهه.وتلك هي الرسالة التي يحملها لنا اليوم هذا النص، الذي يدعونا بشكل مباشر لكي نقوم من سباتنا ونختبر مجد الرب يشرق في حياتنا ومن خلالنا إلى كل أمم الأرض، التي يجب أن تشرق عليها في ظلمتها الأخبار السارة التي يعلنها الرب من خلالنا.ويعلن النص أن إشراق نور الرب من خلالنا هو ما سيقود الأرض لتخضع للرب وتؤمن به.

~الفكرة الرئيسة~

نحن مدعوون لنختبر عمل الرب في حياتنا ونعيش على أساس الأخبار السارة بعمل الرب من خلالنا فنعكس نور الرب ونعلن مجده أمام كل من حولنا ونقودهم جميعًا للإيمان به.

~صلاة~

أعطنا اللهم“أن يضيء نورنا هكذا قدّام الناس ليشاهدوا أعمالنا الصالحة ويمجّدوا أبانا الذي في السماوات” (متى5: 16).

~قرار اليوم~