مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

معاصينا معنا كل حين وآثامنا نعرفها جيدًا

(إشعيا59: 9-15أ)

~النص البيبلي~

9لذلِكَ ا‏بتَعَدَ الحَقُّ عَنَّا، والعَدلُ لم يَصِلْ إلينا.ننتَظِرُ النُّورَ فتُباغِتُنا العَتمَةُ، والضِّياءَ فنَسيرُ في الظَّلامِ.10نتَحَسَّسُ الحائِطَ كالعُميانِ، ونتَلَمَّسُ كمَنْ لا عينانِ لهُ.نعثُرُ في الظَّهيرةِ كما في العَتمَةِ، ونحنُ في الأحياءِ كالموتى.11نُهوِّمُ كُلُّنا كالدَّببَةِ ونَهدِلُ هَدْلاً كالحَمامِ.ننتَظِرُ العَدلَ فلا يأتي والخلاصَ فيَبتَعِدُ عنَّا.12مَعاصينا كثُرَت أمامَكَ وخطايانا شاهِدةٌ علَينا‌.مَعاصينا معَنا كُلَّ حينٍ وآثامُنا نَعرِفُها جيِّدًا:13هيَ العِصيانُ والكذِبُ على الرّبِّ والرُّجوعُ عنِ ا‏تِّباعِ إلهِنا.وهيَ النُّطقُ بالجَورِ والعِصيانِ والتَّفكيرِ بكلامِ الزُّورِ.14فا‏رتَدَّ الحَقُّ إلى الوراءِ ووقَفَ العَدلُ مِنْ بعيدٍ، لأنَّ الصِّدْقَ سقطَ في السَّاحةِ والاستِقامةَ لا تقدِرُ على الدُّخولِ،15وصارَ الصِّدْقُ مَفقودًا والحائِدُ عَنِ الشَّرِّ مَسلوبًا…

~شرح النص~

إذا كان إشعيا59: 1–8يدور حول تحميل الشعب، وليس الرب، مسؤولية دمار وخراب وغياب العدل و”السلام”في المجتمع، فإن آيات9–15أ تمثل اعترافًا من الشعب بخطيئته ومسؤوليته عن ذلك الواقع.آيات9–12تشير إلى غياب“الحق”و”العدل”،“النور”و”الضياء”، و”العدل”و”الخلاص”؛ وهي كلها تمثل من أساسيات حياة المجتمع التي ترجوها إسرائيل من الرب لبناء مجتمع سليم ومزدهر؛ وهو ما تؤكد عليه آيات14–15أ(الحق، العدل، الصدق، الاستقامة، الصدق).ومن الملفت للنظر أن النص لا يقدّم تلك الأساسيات المرجوة كصلاة أو طلب ترفعه إسرائيل إلى الرب، ولكن كمجرد اعتراف وندب لغياب تلك الأساسيات(آيات10ب–11أ).وذلك ليس مستغربًا في سياق النص، بما أن الشعب قد وصل إلى حالة من إدراك خطيئته لم يعد قادرًا معها على مواجهة إلهه، كما يعلن النص في آيات12–13، التي تمثّل قبولاً للاتهام الموجود في آيات2–8واعترافًا بالمسؤولية عن الحالة المزرية التي وصل إليها المجتمع كمجتمع يفتقد إلى أساسيات حياة صحية وسليمة في مرحلة إعادة بنائه.

~تأمل في النص~

يمثل النص اعترافًا صريحًا من الشعب بمسؤوليته عن دمار وخراب وغياب السلام في المجتمع وفشله في بناء مجتمع صحي وسليم ومزدهر وصرخة رثاء بسبب ذلك الواقع.ولا شك بأن ذلك الاعتراف هو مرحلة أساسية في اصلاح ذلك الواقع وتغييره وبناء مستقبل أفضل.وذلك هو التحدّي الذي يضعه هذا النص أمام شعب الرب في كل زمان ومكان، ويضعه أمامنا اليوم.نحن مدعوون اليوم لنعترف بمسؤوليتنا عما تعانيه بلداننا ومجتمعاتنا ويعانيه عالمنا من مشكلات وفشل على مختلف المستويات.نحن مدعوون اليوم لنعترف بفشلنا في إعلان وتجسيد قيم ملكوت الله، المحبة والحرية والعدالة والسلام والرجاء، في حياتنا ومجتمعاتنا وعالمنا.ونحن مدعوون اليوم لنضع أنفسنا بين يدي الله، الوحيد القادر على جعلنا خليقة جديدة في المسيح يسوع ربنا.

~الفكرة الرئيسة~

الاعتراف بمسؤوليتنا عن الفشل في إعلان وتجسيد وتحقيق قيم ملكوت الله هو مرحلة أساسية في تغيير واقعنا وصنع مستقبل أفضل لنا ولكل الخليقة.

~صلاة~

نسكب نفوسنا أمام رحمتك يا إله المحبة فاصنع منا خليقةً جديدةً ورسلاً أمينين لملكوتك.

~قرار اليوم~