مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

طريق السلام لا تعرفونه، ولا في مسالككم عدلٌ

(إشعيا59: 1-8)

~النص البيبلي~

59يدُ الرّبِّ لا تقصُرُ‌عنِ الخلاصِ وأذُنُهُ لا تَثقُلُ عنِ السَّماعِ.2لكنَّ آثامَكُم فَصَلتْكُم عنْ إلهِكُم، وخطاياكُم حجَبَت وجهَهُ‌فلا يسمَعُ.3تلَطَّخَت أيديكُم بالدَّمِ وتَدنَّسَت أصابِعُكُم بالإثْمِ.شِفاهُكُم تَنطِقُ بالكذِبِ وألسِنَتُكُم تَهذي بالشَّرِّ4لا أحدَ فيكُم يدعو بالعَدلِ أو يُقاضي غيرَهُ بالحَقِّ.تتَّكِلونَ على الحُجَج الفارِغَةِ وتَنطِقونَ بالكلامِ الباطِلِ.تحبَلونَ وتتَمَخَّضونَ بالمَكْرِ وعندَ الوِلادةِ تلِدونَ الإثْمَ.5تَفقِسونَ بيضَ الأفعى وتَنسِجونَ خُيوطَ العنكبوتِ.الآكِلُ مِنْ بَيضِكُم يموتُ، والّتي تَحضُنُهُ تُخرِجُ أفعى.6خُيوطُكُم لا تَصيرُ ثوبًا ولا يكتَسي بأعمالِكُم أحدٌ.أعمالُكُم أعمالُ الإثْمِ، وأفعالُ أيديكُم ظُلْمٌ.7أرجُلُكُم تُسارِعُ إلى الشَّرِّ وإلى سَفكِ الدِّماءِ البَريئةِ‌.أفكارُكُم أفكارُ الإثْمِ وفي مَسيرِكُم خَرابٌ وهَدمٌ.8طريقُ السَّلامِ لا تَعرِفونَهُ، ولا في مَسالِكِكُم عَدلٌ.جعَلْتُم سُبُلَكُم مُعوَجَّةً، وسالِكُها لا يرفعُ السَّلامةَ‌.

~شرح النص~

إشعيا59: 1–21هي قصيدة طويلة معقّدة وتعاني الكثير من الغموض حول الأشخاص الذين تهاجمهم، لكنها تعكس صراعًا في وسط شعب الرب حول تحقيق العدالة والحياة الأفضل للجميع.آيات1–8تضع أرضية ذلك الصراع، حيث تبدأ بإعلان أن أي اتهام للرب بعدم التدخّل لخلاص شعبه نتيجة لعجزه هو اتهام خاطئ.فالرب قادر أن يخلّص شعبه، لكن عدم تدخّله إنما هو بسبب خطيئة وآثام ذلك الشعب.وتحدّد آيات3–4تلك الآثام بالإساءة إلى الآخرين واساءة استخدام القضاء وعدم تحقيق العدالة.ومن الملفت للنظر أن آية3تشير إلى“الأيدي”،“الأصابع”،“الشفاه”، و”الألسنة”؛ بكلمات أخرى، الأفعال والكلام، واللذين يقوم الشعب عبرهما بالإساءة إلى الآخرين.ومن المهم أن نشير هنا إلى أن النص لا يشير إلى مجرد إساءة على المستوى الشخصي، ولكن إلى تدمير المجتمع.وذلك هو ما تعبّر عنه صورة“بيض الأفعى”و”شبكة العنكبوت”في آيات5–6، واللتين تشيران إلى تسميم المجتمع بطريقة متزايدة وحبسه في شبكة من الظلم والأذى.مثل هكذا مجتمع يعاني من غياب السلام والعدالة، ويسوده الهدم والخراب(آيات7–8).

~تأمل في النص~

يعلن النص أن عدم تحقيق العدالة في المجتمع يمثّل خطيئة عظيمة في عيني الرب ويقود إلى تدمير المجتمع وتسميمه من جهة، وإلى الفشل في اختبار عمل الرب ونعمته وإلى غياب“السلام”في حياة المجتمع من جهة أخرى.وذلك الإعلان هو إعلان هام جدًا لنا في الشرق الأوسط اليوم، حيث نعاني من الدمار والخراب وغياب السلام ونتساءل عن سبب عدم تدخّل الرب لتخليصنا.النص يتحدى الظلم وغياب العدالة اللذين يسيطران على مجتمعاتنا، ويحذّرنا من أن عدم كسر حلقة الظلم تلك سيقود إلى مزيد من الدمار والخراب وغياب“السلام”في حياتنا؛ الأمر الذي نتحمّل مسؤوليته بشكل صريح ومباشر.

~الفكرة الرئيسة~

عدم تحقيق العدالة في المجتمع هو خطيئة عظيمة في عيني الرب ويقود إلى الدمار والخراب وغياب“السلام”في مجتمعاتنا والفشل في اختبار بركة الرب في حياتنا.

~صلاة~

أعطنا، يا إله العدالة، الشجاعة لنكسر حلقة الظلم ونكون رسل حياة وسلام في مواجهة الدمار والخراب اللذين يملآن عالمنا وحياتنا.

~قرار اليوم~