مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

ومن شفتيَّ تخرج ثمرة السلام…وأشفي شعبي
(إشعيا57: 15-21)
~النص البيبلي~
15وهذا ما قالَ العَليُّ الرَّفيعُ، ساكِنُ الخُلودِ، القُدُّوسُ اسمُهُ: “أسكُنُ في المَوضِعِ المُرتَفِعِ المُقدَّسِ، كما أسكُنُ معَ المُنسَحِقِ والمُتواضِعِ الرُّوحِ، فأُنعِشُ أرواحَ المُتواضِعينَ وقُلوبَ المُنسَحِقينَ.16لا إلى الأبدِ اخاصِمُ ولا على الدَّوامِ أغضَبُ، لِئلاَّ يُبادَ مِنْ أمامي الّذينَ أعطَيتُهُمُ الحياةَ.17وأنا لم أغضَبْ على شعبي إلاَّ لجَشَعِهِ الأثيمِ، فعاقَبتُهُ واحتَجَبتُ عَنهُ فثابرَ بعِنادٍ في الطَّريقِ الّتي يَهواها قلبُهُ.18”رأيتُ طُرُقَهُ، ولكنِّي سُأعافيهِ وأهديهِ وأرُدُّ العَزاءَ له ولِلنَّائِحينَ علَيهِ.19ومِنْ شَفتَيَّ تخرُجُ ثمرَةُ السَّلامِ، السَّلامِ للقريـبِ والبعيدِ، وأشفي شعبي”.هكذا يقولُ الربّ.20”وأمَّا الأشرارُ فيَبقَونَ كالبحرِ المُضطرِبِ الذي لا يُمكِنُ لَه أنْ يهدأَ.مياهُهُ تقذِفُ الوسَخَ والوحلَ.21فلا سلامَ للأشرارِ”.هكذا قالَ إلهي.
~شرح النص~
يقدّم هذا النص تأملاً عميقًا في طبيعة الله وفي تأثير تلك الطبيعة في علاقته بشعبه.فالنص يبدأ بأن يعلن الطبيعة العجيبة للرب كإله“عليّ”و”رفيع”و”قدّوس اسمه”، ولكنه يسكن مع“المنسحق”و”المتواضع الروح”.ومن المهم أن نشير هنا إلى أن“المنسحق”و”المتواضع الروح”لا تشيران في هذا النص إلى التوبة والتواضع الروحي، ولكن إلى الضعيف والمسكين والمهمّش.وبالتالي، فالنص يعلن بأن الرب، الإله العظيم الجبار، يضع نفسه، باختياره، ليكون مع المسكين والمتألم.ومن ثم تقوم آيات16–21بتقديم تأمل في ترجمة تلك الطبيعة في علاقة الله بشعبه.فالله“العلي الرفيع”لا يحتمل الإثم، لكنه يغضب ويعاقب شعبه بسببه(آية17).لكن هذا الإله“المنسحق والمتواضع الروح”لا يمكن أن يغضب إلى الأبد، بل لا بد له من أن يرق لألم شعبه ويغفر له، فلا يسمح له بأن يفنى، بل يعطيه حياة جديدة ويفيض عليه بسلامه(آيات16،18–19).لكن نعمة السلام تلك ليست رخيصة، وكل من يرفضها ويختار أن يقاومها سيكون عليه أن يختبر غيابها ويبقى خارجها(آيات20–21).
~تأمل في النص~
لعل التأمل بطبيعة الله وعلاقته بشعبه الموجود في إشعيا57: 15–21هو من الأعمق في العهد القديم، لا بل في الكتاب المقدس كلّه، ويجسّد تجسّده الحقيقي في يسوع المسيح والإيمان المسيحي به.فيسوع هو ابن الله، المساوي للآب في الجوهر، ولكنه“وهو في صورة الله…أخلى ذاته واتخذ صورة العبد” (فيلبي2: 6–7).ويسوع المسيح هو تجسيد نعمة الله التي لا تفرح بموت الخاطئ بل بأن يعود ويحيا، فيأتي إلينا ونحن نستحق العقاب ليعلن لنا محبة الله المخلصة ويمنحنا سلامه الذي يفوق كل فكر ومنطق.ولكن أيضًا يسوع يعلن لنا أن نعمة الله، وإن كانت مجانية، إلا أنها ليست رخيصة، وكل من يصر على رفضها ومقاومتها ويستمر باختيار البقاء خارج السفينة، سيكون عليه أن يختبر غياب السلام ومواجهة هيجان البحر المرعب(مرقس4: 35–41).
~الفكرة الرئيسة~
إلهنا هو الإله العظيم غير المحدود،الذي يختار بملء نعمته أن يأتي إلينا حين نستحق الموت.لكن نعمته المجانية تلك ليست رخيصة،وعلى من يصر على رفضها أن يتحمل نتيجة ذلك.
~صلاة~
“لتنحنيَ لاسم يسوع كل ركبة في السماء وفي الأرض وتحت الأرض، ويشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب تمجيدًا لله الآب” (فيلبي2: 10–11).
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans
Luke Book Study - TheStory

From Waiting to the Immediate

Two-Year Chronological Bible Reading Plan (First Year-July)

Healing Family Relationships Through Acceptance

Finding Our Worth in the Real Thing

Healing Family Relationships Through Compassion

Lead With Purpose: Kingdom Principles for Entrepreneurs

Find & Follow Jesus, Quarter 3

Horizon Church July Bible Reading Plan: Minor Prophets, Major Truths - Joel, Amos, Obadiah, Jonah, Micah & Nahum
