مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

أما الذين يتوكلون علي فيملكون الأرض(إشعيا57: 1-14)

~النص البيبلي~

57الأبرارُ يَستَقِرُّونَ ولا مَنْ يُقلِقُهُم، ويَسكُنُ الرُّحَماءُ ولا مَنْ يُبعِدُهُم.ومِنْ وجهِ الشَّرِّ يُنقَذُ الأبرارُ،2والسَّالِكونَ في الطَّريقِ المُستَقيمِ يدخُلونَ في السَّلامِ ويستَريحونَ في مضاجِعِهِم…

13…أمَّا الّذينَ يتَوكَّلونَ عليَّ فيَملِكونَ الأرضَ ويرِثونَ جبَليَ المُقدَّسَ‌،14ويُقالُ لهُم:مَهِّدوا مَهِّدوا!هيِّئوا الطَّريقَ وا‏رفَعوا كُلَّ عائِقٍ مِنْ طريقِ شعبي.

~شرح النص~

إشعيا57: 1–14هي عبارة عن قصيدة تدور حول المقارنة بين مصير نوعين من شعب الله،“الصدّيقين/الأبرار” (آيات1–2،13ب–14)و”الأشرار/الخطاة” (آيات3–13أ).وتقوم القصيدة بترتيب تلك المقارنة بحيث يحيط الوعد للأبرار بالوعيد للأشرار، وتأخذ القصيدة شكل“وعد/تأكيد” (آيات1–2)–“وعيد/إدانة” (آيات3–13أ)– قبل أن تعود إلى“الوعد/التأكيد”من جديد(آيات13ب–14).آيات1–2و13ب–14تدور حول“الأبرار”، الذين يلتزمون بإيمانهم بالرب ويقاومون كل تجربة للمساومة على ذلك الإيمان، وتعلن لهم، أنهم وإن واجهوا صعوبات واضطرابات، إلا أن الرب يرى إيمانهم وسيكافئهم عليه وينجّيهم من الشر الذي يصيبهم.لا بل وتعرّف هذه الآيات“الأبرار”بأنهم مَن يعتمدون على الرب وليس على أي شيء آخر.ويعلن إشعيا57: 1–2،13ب–14بأن هؤلاء“الأبرار”سيتخلصون من آلامهم ويختبرون سلام الرب(آيات1–2)، سيتلقون وعد الله ويحصلون على بركاته، وعلى رأسها“الأرض”و”صهيون”، من جهة(آية13ب)، وسيلعبون دورًا محوريًا في إعداد وتمهيد“الطريق”، الذي هو في هذه الحالة طريق الالتزام بالتوراة ومساعدة الشعب، كل الشعب، على الالتزام بها(آية14).

~تأمل في النص~

تضع القصيدة الموجودة في إشعيا57: 1–4شعب الله في مواجهة السؤال الصعب:هل نتكل على الله وحده أم نضع ثقتنا في أمور أخرى، حزب، شخص، قوى، مؤسسة، عائلة، علم، مال؟ هل نحب الله بكل فكرنا، وقلبنا، ونفسنا وقدرتنا، أم نسجد لآلهة أخرى مع الرب؟ هل نلتزم بإيماننا في وسط الصعاب التي نواجهها، أم نضعف ونساوم ونستسلم؟ هذا النص يدعونا لنكون ملتزمين بمحبتنا لله وإيماننا به وخدمتنا له، لنضع كل ثقتنا به واتكالنا عليه، ولا يكون لنا أية آلهة أخرى أمامه.وهو يعلن لنا أننا بذلك وحده سنجد المعنى الحقيقي والفرح الحقيقي في الحياة، سنختبر معنى السلام الحقيقي، وسنتمتع ببركات الرب بفيض وغنى في حياتنا.كما أنه يتحدانا كيما ندرك أننا بذلك وحده نكون رسل الله في إعلان كلمته وتجسيدها، بأمانة وفاعلية، لكل من وما حولنا.

~الفكرة الرئيسة~

نحن مدعوون كشعب لله كيما نلتزم بمحبته وإيماننا به،ونضع ثقتنا به وحده،ونتجنب أية مساومة على ذلك،خصوصًا في وقت الاضطرابات والصعوبات،مدركين أننا بذلك وحده نجد المعنى الحقيقي لحياتنا.

~صلاة~

نعترف أمامك يا ربنا بضعف محبتنا وإيماننا، ونسألك أن تمد يدك فتلمس حياتنا وتعطينا أن نعبدك بكل الفكر والقلب والنفس والقدرة ونكون رسلاً أمينين لملكوتك.

~قرار اليوم~