مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

عوض العلّيق ينبت السرو،

وعوض القرّاص ينبت الآس(إشعيا55: 12-13)

~النص البيبلي~

12بفَرَحٍ تخرُجونَ مِنْ بابِلَ، وتُرشَدونَ في طريقِ السَّلامةِ.الجبالُ والتِّلالُ تُرَنِّمُ أمامَكُم، وأشجارُ الحُقولِ تُصَفِّقُ بالأيدي.13عِوَضَ العُلَّيقِ ينبُتُ السَّرْو، وعِوَضَ القُرَّاصِ ينبُتُ الآسُ،‌وبذلِكَ أعمَلُ ليَ ا‏سمًا، وذِكرًا مُخَلَّدًا لا ينقطِـعُ.

~شرح النص~

الآيتان الأخيرتان في إشعيا الثاني(إشعيا55: 12–13)هما آيتان تحتفلان بـ”خروج”إسرائيل من بابل وعودتها إلى أرضها وإعادة بناء أورشليم.فتعبير“تخرجون”يربط الخروج من بابل بقصة الخروج من العبودية في مصر، كما هو الحال في52: 11.لكن هذا الخروج الجديد يختلف بشكل واضح عن الخروج من مصر، حيث أنه يترافق بالفرح والسلام(55: 12أ)، عوضًا عن الخوف والاضطراب اللذين رافقا الخروج الأول.ومن الملفت للنظر هنا أن الفرح والسلام والاحتفال في هذا الخروج من بابل ليس حكرًا على اسرائيل، أو حتى على“جميع البشر” (40: 5)، لكنه يمتد ليشمل الخليقة، فحتى الجبال والتلال والأشجار تشارك في الاحتفال(55: 12ب).ومن المهم أن نشير هنا إلى أن احتفال الخليقة لا يجب أن يُرى على أنه مجرد فرح لنجاة إسرائيل، ولكنه فرح بانتصار الرب.حيث أن الامبراطوريات، كبابل، تسبّب دمارًا كبيرًا للخليقة كما للإنسان.ولذلك فالخليقة تحتفل بانتصار الرب وملكه على الامبراطورية، والذي يعلن انتصار الرب على كل قوى الفوضى والشر.وذلك هو السياق الذي يجب أن تُفهم فيه الإشارة إلى نمو السرو والآس عوضًا عن العلّيق والقرّاص، اللذين يُستخدمان بشكل متكرّر في إشعيا كرمز للحياة المدمّرة(5: 6؛7: 23–25؛27: 4؛32: 13).وبالتالي فنمو السرو والآس عوضًا عنهما هو رمز للحياة المزدهرة والجميلة تحت حكم الله وسلطانه الأبدي، الذي يشمل كل الخليقة، بعد“خروج إسرائيل”وعودتها وإعادة البناء(55: 13ب).

~تأمل في النص~

الكلمة الأخيرة في إشعيا الثاني هي كلمة فرح واحتفال يشملان كل الخليقة، التي تشارك إسرائيل احتفالها بانتصار الرب على الامبراطورية، وبالتالي انتصار حكم الله أي ملكوته على كل قوى الفوضى والشر.إشعيا55: 12–13يعلن لشعب الله أنه سيخرج من تحت سلطان وسيطرة الامبراطورية، وأن الخليقة بأسرها ستشارك بالاحتفال بذلك الخروج.كما يعلن النص الأخبار السارة بانتصار الحياة المزدهرة على الحياة المدمّرة التي تسيطر على حياة الشعب في السبي، وبإعلان ملك الله الأبدي في حياة شعبه وخليقته.النص يعلن لكل متألم، بأن عليه أن ينتظر تدخّل الرب إلى جانبه، لأن ذلك التدخّل سيحصل لا محالة، والله سينتصر على كل شر وألم وموت، وملكوته سيسود على الخليقة بأسرها.

~الفكرة الرئيسة~

الكلمة الأخير هي لله وملكوته؛والخليقة تشاركنا الاحتفال بعمل الرب المضمون في حياة شعبه وصنعه لواقع مزدهر في ملكوته الذي يشمل كل الخليقة كما يشمل كل إنسان.

~صلاة~

“أيها الرب سيّدنا، ما أعظم اسمك في كل الأرض.تغني جلالك في السماوات أفواه الأطفال والرضع…ما أعظم اسمك في كل الأرض” (مزمور8: 1–2؛10).

~قرار اليوم~