مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الجبال تزول والتلال تتزعزع وأما رأفتي فلا تزول عنك
(إشعيا54: 9-10)
~النص البيبلي~
9وقال(الربّ): “كذلِكَ يكونُ لي كأيّامِ نوحٍ، لأنِّي كما حَلَفتُ لنوحٍ أنْ لا تعبُرَ المياهُ على وجهِ الأرضِ فيما بَعدُ، فكذلِكَ حلَفتُ أنْ لا أغضَبَ علَيكِ ولا أُوَبِّخَكِ.10الجبالُ تزولُ والتِّلالُ تتَزَعزَعُ وأمَّا رأفتي فلا تزولُ عَنكِ، وتعَهُّدي بسَلامَتِكِ لا يتَزَعزَعُ”.هكذا قالَ ربُّكِ الرَّحيمُ.
~شرح النص~
في إشعيا54: 9–17، تتغيّر الصورة التي يستخدمها النص من صورة الزواج إلى صور مختلفة تعبّر كلها عن التزام الرب بإعادة بناء إسرائيل وعدم السماح بتكرار السبي مرة أخرى.ففي آيات9–10، يتبنّى النص صورة طوفان نوح(تكوين6–9)للتأكيد على ثلاثة أمور أساسية في فهم السبي والعودة وإعادة البناء.فالإشارة إلى صورة الطوفان تعلن بأن السبي هو كالطوفان زمن فوضى وموت ودمار؛ وبأن السبي هو كالطوفان عقاب من الرب الذي يسيطر عليهما كليهما؛ وبأن السبي على وشك بلوغ نهايته نتيجة لتدخّل الرب، الذي يتعهّد بعدم تكرار السبي، كما سبق له وتعهّد بعدم تكرار الطوفان(تكوين9: 11).بكلمات أخرى، تؤكد صورة طوفان نوح في آية9على أن الرب هو من سبّب السبي كعقاب لشعبه بسبب خطيئته، ولكن الرب يقسم ويتعهّد بألا يحصل السبي مرة أخرى في حياة شعبه.فالعلاقة بين إسرائيل والرب هي الآن على أُسس جديدة تعطي إسرائيل ثقة في مواجهة المستقبل، لأن تلك الأسس هي تعهُّد الرب شخصيًا.وهذا هو ما تؤكده آية10، التي تعلن بأن التزام الرب بهذا التعهد أكثر ثباتًا حتى من الخليقة نفسها.ومن الملفت للنظر أن هذه الأية تستخدم تعابير ميثاقية بامتياز،“رأفة” (محبة ثابتة)،“تعهّد بالسلامة” (ميثاق سلام)، و”رحمة” (تحنن)، في تأكيد على التزام الرب بميثاقه الجديد مع شعبه.
~تأمل في النص~
يعود إشعيا54: 9–10إلى سفر التوراة، ولكن ليس إلى سفر الخروج بل إلى سفر التكوين، وليس إلى ابراهيم ولكن إلى نوح، ليعلن بأن الرب يقطع اليوم مع شعبه ميثاقًا كالميثاق الذي قطعه مع نوح بعد الطوفان؛ ميثاقًا يتعهّد فيه بألا يتكرّر السبي.وكما سبق لإشعيا وأن أعلن أن التزام الرب بمحبته لشعبه تتجاوز محبة الأم لرضيعها(49: 15)، يعلن النص أن التزام الرب بميثاقه الجديد، المؤسس على محبة الله وأمانته وتحنّنه مع شعبه، يتجاوز ثبات الخليقة نفسها.وبالتالي، هو يحمل رسالة هامة لشعب الرب في كل زمان ومكان، خصوصًا في وسط الألم والمعاناة.فهذا النص يؤكد لنا سيطرة الرب على الفوضى وتعهّده لنا بألا يسمح للفوضى والشر والألم والموت بأن تدمّر خليقته وشعبه، وبأن ذلك العهد ليس مؤسسًا على استحقاقنا أو قدراتنا أو التزامنا نحن، ولكنه مؤسس على محبة الله وأمانته.
~الفكرة الرئيسة~
في كل وقت نواجه فيه طوفان الفوضى والشر والألم يأتي إلينا صوت الرب مؤكدًا التزامه بميثاقه المؤسس على محبته وأمانته هو معنا بانتصار الحياة والمحبة على كل شر وألم وموت.
~صلاة~
نهديك كل الحمد والكرامة والتسبيح ونعلن تمسّكنا بمحبتك غير المشروطة وأمانتك الجديدة كل صباح يا إله الحياة، التي تتجاوز كل شر وألم وموت.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Do Not Be Anxious About Anything

Hope for Imperfect Families From the Story of Joseph

Love Because: Devotions for In-Law Relationships

Purpose, People, & Prevention: Thriving in Public Health With God

Technicolor Woman

Kingdom Courage

A Minute of Hope

The Sabbath Way: Finding the Rest Your Soul Craves by Travis West

God Within You - Awaken to the Power and Presence of the Holy Spirit
