مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

لأنهم يرون غير ما أخبروا به ويشاهدون غير ما سمعوه
(إشعيا52: 13-15)
~النص البيبلي~
13وقالَ الرّبُّ: “ها عبدي ينتَصِرُ.يتعالَى ويرتفِـعُ ويتسامَى جِدًّا.14كثيرٌ مِنَ النَّاسِ دُهِشوا مِنهُ، كيفَ تَشوَّهَ مَنظَرُهُ كإنسانٍ وهَيئَتُهُ كبَني البشَرِ.15والآنَ تَعجَبُمِنهُ أُمَمٌ كثيرةٌ ويَسُدُّ المُلوكُ أفواهَهُم في حضرَتِهِ، لأنَّهُم يَرَونَ غيرَ ما أُخبِروا بهِ ويُشاهِدونَ غَيرَ ما سَمِعوهُ”.
~شرح النص~
يتضمن إشعيا52: 13–53: 12، الذي هو أحد أشهر النصوص في إشعيا والعهد القديم، القصيدة الرابعة والأشهر بين ما يعرف بـ”قصائد عبد الرب”في السفر(42: 1–9؛49: 1–7؛50: 4–9).ويمثل إشعيا52: 13–15المقدّمة التي تضع ملخصًا لموضوع هذه القصيدة الشهيرة(52: 13–53: 12).حيث تشير إشعيا52: 13ومنذ الجملة الأولى في القصيدة إلى النهاية المنتظرة للقصيدة(53: 10–12)، حيث ينتصر“عبد الرب”ويرتفع ويتسامى.من جهتها، يضع إشعيا52: 14–15الواقع المتناقض لحالة عبد الرب في القصيدة أمام قارئيها بشكل صريح وواضح.فآية14تشير إلى الذل والمعاناة الشديدين اللذين يختبرهما“عبد الرب”، الذي يبلغ حالة لا يستطيع معها الناظرون إليه احتمالها.وتشير آية14إلى تشوّه حتى على المستوى الجسدي لعبد الرب.في حين تشير آية15إلى المجد الذي يختبره هذا“العبد”نفسه، الذي يصل إلى درجة تُدهِش الأمم والملوك، الذين يفاجَأون بوضع عبد الرب الذي يتناقض مع ما كانوا يتوقعونه، اعتمادًا على ما سمعوه عن حالة الذل التي يعاني منها.هذا التناقض بين الذل والمعاناة من جهة أولى والمجد من جهة أخرى هو موضوع إشعيا52: 13–53: 12، حيث من يصنع هذا التغيّر العظيم والمفاجئ في حالة“عبد الرب”من الذل والمعاناة إلى المجد هو التدخّل الشخصي للرب، الذي يمجد عبده المتألم.
~تأمل في النص~
إذا ما تذكرنا هنا ما كنا قد ذكرناه في المقدمة العامة لهذا الشهر وفي إشعيا49: 1–7حول شخصية“عبد الرب”، الذي يرى الموقف المسيحي التقليدي فيه نبوءة عن يسوع المسيح، في حين يرى آخرون فيه إشارة إلى اسرائيل، أو إلى شخصية تاريخية محدّدة، أو إلى شخصية أدبية رمزية، فإن قصيدة عبد الرب المتألم في إشعيا52: 13–53: 12تحمل، من بدايتها، رسالة هامة لكل متألم.تلك الرسالة هي التناقض بين الذل والألم والمعاناة التي قد يختبرها من يتبع الرب، لا بل وربما نتيجة لاتباعه للرب، من جهة، والتغيّر الجذري الذي يختبره ذلك الشخص نتيجة لتدخّل الرب الذي يحوّل الذل والألم والمعاناة إلى انتصار ومجد، ويحوّل الصليب إلى قيامة والموت إلى حياة، من جهة أخرى.هذا النص يدعو كل من يتبع الرب ليدرك أن الكلمة النهائية في القصة هي للانتصار والقيامة والحياة والمجد التي يعلنها ويمنحها الله لكل من يتألم لأجل اسمه ويلتزم برسالة محبته وملكوته، حتى ولو تناقض ذلك مع منطقنا البشري.
~الفكرة الرئيسة~
كل“عبد للرب”مدعو للتألم لأجل إيمانه حيثما يقتضي التزامه بذلك الإيمان متذكرًا بأن النصرة النهائية هي للرب الذي يحوّل الألم والموت إلى قيامة وحياة ومجد،بشكل يتجاوز قدرتنا على الفهم والإدراك.
~صلاة~
أعطنا يا إلهنا القدرة لكي نلتزم بإيماننا ونكون مستعدين لدفع ثمن ذلك الالتزام، وأعطنا الثقة بالنصرة التي لنا معك كيما نواجه الصليب والموت كأهل قيامة وحياة.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

Journey Through Revelation

Unmuted: Find Your Voice. Walk in Your Assignment.

Living by Faith: 5 Lessons From the Book of Habakkuk a 5-Day Devotional by Dwan Dixon

Born Again Man: 3 Day Bible Plan on Becoming the Man God Had in Mind

Journey Through 1 & 2 Peter and Jude

Unboxed: Anchored

She Rises Anyway: For the Woman Rebuilding After the Break

Listening to God's Voice

Grace to Start Over
