مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

لأن الرب إله إسرائيل يمشي أمامكم ويجمع شملكم

(إشعيا52: 11-12)

~النص البيبلي~

11سيروا، سيروا.ا‏خرُجوا ولا تمَسُّوا نجِسًا.ا‏خرُجوا مِنْ بابِلَ وتطَهَّروا يا حامِلي آنيةِ الرّبِّ‌.12لا تَخرُجوا مُسرِعينَ ولا تَسيروا كالهارِبـينَ، لأنَّ الرّبَّ إلهَ إسرائيلَ يمشي أمامَكُم ويجمَعُ شَملَكُم.

~شرح النص~

يختتم الجزء الأول من إشعيا52 (آيات11–12)، قبل الانتقال إلى نشيد جديد، لا بل النشيد الأشهر، من أناشيد“عبد الرب” (إشعيا52: 13–53: 12)، بدعوة المسبيين“للخروج”من بابل والعودة إلى أورشليم.وتأخذ هذه الدعوة شكل سلسلة من أفعال الأمر“سيروا/غادروا، سيروا/غادروا، اخرجوا، لا تمسوا، اخرجوا، تطهروا، لا تخرجوا، لا تسيروا”، التي ترتبط بثلاث نقاط رئيسة.فأفعال الأمر في هذا النص ترتبط في جزء منها بقصة الخروج(سيروا/غادروا، اخرجوا)، وترتبط في جزء منها بالطهارة والقداسة(لا تمسوا، تطهروا)، وترتبط في جزئها الأخير بنوعية الخروج والعودة(لا تخرجوا مسرعين، ولا تسيروا كالهاربين).وبالتالي، فهذه الدعوة للخروج هي دعوة للشعب في السبي البابلي لتكرار قصة الخروج في حياته اليوم، ولكن لكي يحقق ذلك كشعب مقدّس وطاهر، ومن دون خوف أو عجلة، كما في قصة الخروج الأول(خروج12: 11)، بل بثقة اكتمال انتصار الله(إشعيا52: 7–10).وتأخذ العودة في هذه الدعوة صورة مسيرة أو زياح ليتورجي تعبّدي، وليس عسكري أو سياسي؛ صورة مسيرة تعبّدي احتفالي يحمل فيه الكهنة واللاويون آنية بيت الرب، التي كان البابليون قد استولوا عليها وأخذوها إلى بابل(2ملوك25: 13–17)، واثقين بأن الرب يرافق شعبه بشكل حقيقي وفاعل في رحلة العودة تلك فيسير أمامه ليقوده ويهديه ويسير خلفه ليحميه ويجمع شمله، كما يرافق الراعي قطيعه ويقوده ويحميه(إشعيا52: 12ب).

~تأمل في النص~

يختتم إشعيا52: 11–12الجزء الأول من الإصحاح بدعوة شعب الله ليعيش كشعب يختبر وجود الرب وعمله وحريته ويثق بانتصاره وخلاصه؛ كشعب قد حرّره الله بالكامل ويمتلك الله حياته بشكل كامل؛ شعب اختبر حرية الله ويجد ملء نفسه في الله وحده.فالنص يدعو شعب الله لكي يتجاوب مع الأخبار السارة بانتصار الرب وخلاصه وملكوته(آيات7–10)، بأن يتحدّى كل ما يأسر حياته ويستعبده ويتحرر منه بشكل كامل، فيحوّل حياته إلى مسيرة قداسة وعبادة واحتفال وثقة؛ قداسة تشهد لقداسة الله، وعبادة تشهد لوجود الله، واحتفال بانتصار الله، وثقة تتحدّى كل خوف بالإيمان بوجود الله الحي والفاعل ومرافقته له في رحلة حياته.وما أحوجنا إلى دعوة إشعيا تلك في حياتنا كمسيحيين في الشرق الأوسط اليوم؟

~الفكرة الرئيسة~

نحن مدعوون لنتجاوب مع عمل الله الخلاصي بأن نتحرر من كل ما يأسرنا ونجعل من حياتنا رحلة حرية وإيمان وقداسة وعبادة واحتفال.

~صلاة~

نعترف أمامك يا إلهنا بفشلنا في أن نعيش كما يليق بأولاد ملكوتك.ألمس حياتنا بلمستك الشافية، وأطلقنا لكي نعيش حياة قداسة تشهد لوجودك الحي الفاعل معنا وفينا ومن خلالنا.

~قرار اليوم~