مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

الحالة معقّدة ومضحكة، تخبر عن عائلة مؤلّفة من سبعة إخوة تزوّجوا امرأة واحدة بعد أن مات الواحد تلو الآخر دون أولاد ثم ماتت المرأة، فإن كان هناك قيامة للأموات، لمن تكون المرأة؟ هي حالة أرادها الصدّوقيّون أن تؤدّي إلى الهزء بعقيدة الفريسيين بالقيامة، مستندين بذلك إلى الشريعة (تث 25: 5 – 8).

يأتي جواب يسوع (آ آ 34ب – 36) في مقطعين، يقابل الأول بين “هذا الدهر” و”ذلك الدهر”، وبين نوعين من البشر، النوع الأول هو “الجميع”، والنوع الثاني هو “المختارون” (آ آ 34ب – 35). “هذا الدهر” هو وقت “الزواج” كما هو وقت الأكل والشرب والمتاجرة والبناء والزراعة... (راجع 17: 34 – 35)؛ إنه الزمن المشابه لأيّام نوح.

وفي المقطع الثاني يتكلّم عن “القيامة” نصيب المختارين الذين يحيون هذا الدهر وهدفهم “ذلك الدهر” فيعرفون كيف يحدّون من أهميّة الحياة الماديّة، ويعطون الأهميّة الحقّة للحياة الروحيّة في الملكوت (1كور 7: 32 – 34).

~ تأمل في النص ~

في “ذلك الدهر” يعيش هؤلاء “مثل الملائكة”. والملائكة في الفكر اليهودي هم خليقة الله لكن لا صلة لهم بالعالم المادّي، فلا جنس لهم وبالتالي لا يتزوّجون؛ ولا أجساد ماديّة لهم فلا يموتون، وكلّ كيانهم متعلّق بالله وحده. إنّهم رسل الله يتمّمون إرادته ويمجّدونه بكلّ كيانهم. عندما يحيا البشر إذًا في “ذلك الدهر” ويصيرون “مثل الملائكة” فإنهم يتجرّدون من ماديّتهم ليصبحوا متساوين دون تمييز بين رجل وامرأة، ويدخلوا حياة ليس فيها موت. هؤلاء هم “أبناء الله”، شعبه الحقيقيّ في مقابل “أبناء هذا الدهر”. فالكتاب المقدّس لا يتكلّم إذًا عن القيامة من مفهوم الزواج والذريّة، بل من مفهوم الإيمان بأنّ الله هو إله أحياء و ليس إله أموات.

~ الفكرة الرئيسة ~

القيامة ليست عودة إلى حياة سابقة، بل تعني الدخول في عالم الله الذي لا يمكن تصوّره. إن الله هو إله الأزل والأبد، وإلاّ فكيف يمكن للمؤمنين أن يثبتوا في الاضطهادات ويواجهوا الموت؟

~ صلاة ~

ما أسخفنا يا رب ونحن نجعل من سمائك صورة عن أرضنا الفانية! وكم أن جهلنا كبير ونحن نجزم بأن الأبدية استمرار للزائل. أعطنا يا رب الإيمان بأن السماء هي أنت، والأبدية هي الاتحاد بك يا ملء المحبة والفرح. آمين.

~ قرار اليوم ~