مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

منذ دخوله إلى أورشليم والسلطات الدينيّة تحاول إسقاط يسوع في التجربة من خلال امتحانات تأتي على خلفيّةٍ سياسيّةٍ. أرسلوا “جواسيس يظهرون أنهم ورعون”، ليستدرجوه للتصريح بما يثير حفيظة السلطة السياسية فتقدّموا منه بحجة تنقية ضميرهم دينيًا، وسألوه متذرّعين بالدين، ليوقعوه بأيدي السياسيين. دخل أورشليم “ملكًا ابن داود”، فكانوا متأكدين بأنه سيجيب بالنفي القاطع عن السؤال “هل يحلّ دفع الجزية لقيصر؟” فيثير بالتالي حماس الشعب، الذي ينتظر مسيحًا يُخلّصهم من الاحتلال، ممّا يفتح عيون السلطة على هذا الخطر.

الجواب إذًا صعب وخطير، فإن أجاب “نعم” يخسر يسوع ثقة الشعب، وإن هو أجاب “لا” يعتبره الرومان مثيرًا للشغب. لكن يسوع فهم “مكرهم”، “طلب دينارًا” وكانت مطبوعة عليه صورة طيباريوس وإلى جانبه سيدة تمثّل السلام وسأل “لمن الصورة والكتابة؟ والجواب واضح: إنها لقيصر.

~ تأمل في النص ~

على الرغم من مكرهم أعطى المسؤولون الدينيون وصفًا صحيحًا لرسالة يسوع: “يعلّم طريق الله بالاستقامة والحق”. نعم، إن حياة يسوع وتعليمه تمثّل “طريق الله”. فإن كانت السلطة تعود إلى قيصر من قِبَل كلّ من يتعامل بهذه العملة، فذلك يعني بأن الجزية لقيصر، بواسطة ماله، هي واجب.

من خلال مبدئه هذا كسر يسوع الارتباط بين الدين والدولة، ووضع برنامج حياة يفصل بين السلطة السياسيّة البشريّة والدين الذي يجمع الناس إلى محبّة الله، وما على المؤمنين إلاّ السعي للعمل العادل في العالم، والسعي الى التمثّل بالربّ يسوع للوصول الى الملكوت.

~ الفكرة الرئيسة ~

لا يجوز وضع القيصر والله على المستوى عينه، فكلّ شيء يعود إلى الله حتى البشر الذي خُلقوا على صورته.

~ صلاة ~

لك يا رب الأرض وملؤها، المسكونة والساكنون فيها. لك حياتنا وبيدك موتنا والأبدية، علّمنا أن نحيا الواجب الوطني بحسب إيماننا والقيم الإنجيلية، فيعمّ العدل والسلام العالم بأسره. آمين.

~ قرار اليوم ~