مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يشكل “عيد الفطير، الذي يقال له الفصح”، أحد أعياد الحجّ الثلاثة (العنصرة والمظال والفصح)، وأحد قمم السنة اليهوديّة. عيد الاحتفال بتذكار الخروج من مصر، أكبر الأحداث في تاريخ اسرائيل (حز12: 26). كان الشعب يعتبر أنّ تذكار التحرير من العبودية، يحفظ في الوقت عينه الرجاء في تحرير مستقبليّ، لذلك غالبًا ما كان عيد الفصح يترافق مع انتفاضات سياسيّة (لو 13: 1)، ويشكّل مناسبة تتعاظم فيها المشاعر الشعبية (أع 12: 1 – 4).

وتبدأ دراما موت يسوع. يقدم لوقا أولاً “رؤساء الكهنة ومعلّمي الشريعة”، على أنّهم القوى التي تبحث عن طريقة للتخلص من يسوع. حاول هؤلاء تجنّب انتفاضة سياسية محتملة (آ 2)، فتجنّبوا القوّة، واستعانوا بيهوذا القادر على تسليمه “بالخفية عن الشعب” (آ 6).

~ تأمل في النص ~

في نصّ تجارب يسوع لم يتحدّث لوقا عن “الشيطان” بل عن “إبليس”، وأعلن أنّه فارقه إلى حين (لو 4: 13). فها هو يظهر الآن وقد استعاد قوّته ليقود عملية “تسليم” يسوع. إنّها عمليّة شيطانيّة ينفّذها يهوذا، ثمّ بيلاطس (لو 23: 25)، وكبار الكهنة (لو 24: 20، راجع 22: 52 – 53). يهوذا هو أحد الاثني عشر (لو 6: 16) المقرّبين جدًا من يسوع. وقد اختارهم يسوع بعد ليلة صلاة (لو 6: 13)! إنّ في ذلك شكًّا عظيمًا أمام الإيمان، لكنّ لوقا يعزو هذا السرّ إلى عمل الشيطان عدوّ الله، الذي يغوي البشر.

تمّت الصفقة مع يهوذا و”اتفقوا أن يعطوه شيئًا من المال”، فسقط يهوذا أمام تجربة المال (يو 12: 6) وراح يفكّر برويّة في كيفية تنفيذ ما وعد به. تحت تأثير الشيطان، تصرّف يهوذا بتصميم وتخطيط وحرّية كاملة. سلّم يسوع إلى السلطات اليهودية (لو 22: 4، ٢١، ٦، 48)، وسلّمه المجمع إلى بيلاطس (لو 24: 20، راجع 18: 32)، وسلّمه بيلاطس لجماعة اليهود (لو 23: 25).

~ الفكرة الرئيسة ~

حقّق إرادة الله الخلاصيّة ولو من خلال عمل البشر الشيطاني.

~ صلاة ~

في كل يوم يا رب، نتآمر على مشروعك الخلاصي محبة بالمال، وفي كل يوم نخون صداقتك طمعًا بمركز أو التزامًا بموقف. نرجوك اليوم يا رب أن تساعدنا لنتخطّى ضعفنا ولا ننجرّ الى ما لا يحقّق إرادتك القدّوسة. آمين.

~ قرار اليوم ~