مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد الجدالات والتحذيرات (لو 19: 47 – 20: 17) يأتي خبر يتبعه قولان ليسوع (لو 21: 1 – 4)، ثم خطاب رؤيوي طويل (لو 21: 5 – 28) ومثلٌ عن التينة الواعدة
(لو 21: 29 – 33)، وتحذير أخير (لو 21: 34 – 36).

خمس مرات يرد في هذا النص القصير فعل “ألقى” في حين يتغيّر الفاعل وقيمة ما يُلقى: يلقي الأغنياء “من فضلتهم” و”الأرملة المسكينة” ألقت “من إعوازها كل معيشتها”. هذه الأرملة ليست مجرّد فقيرة بل هي “مسكينة”، والعبارة في اليونانيّة تشير إلى من يكدّ في العمل للحصول على القليل الذي يسمح بالعيش. اعتبر يسوع أنّ هذه الأرملة أعطت “أكثر من الجميع”. ففي حين ينظر الناس إلى مقدار المال وكثرته عند الغني، ينظر يسوع إلى قيمة هذا المال الضروري لحياة الفقير. فإن أعطى الغنيّ “فمن فضلته”، وإن أعطى الفقير فإنه يعطي “معيشته” وبالتالي كلّ حياته (آ 4ب).

~ تأمل في النص ~

كان لوقا قد أورد طلب يسوع من المؤمنين: “بِـيعوا ما تَملِكونَ وتَصَدَّقوا بِثَمَنِهِ على الفُقَراءِ” (لو 12: 33)، وهو ما ليس منطقيًا بحسب البشر وربما كان غير قابل للتحقيق، ومع ذلك، فهو ما يطلبه يسوع، وهو ما لفت نظره في تصرّف هذه الأرملة المسكينة. فعلى مثال المسيح الذي أعطى كل شيء ليغني الفقراء (2كور 8: 9) أعطت المرأة “كلّ معيشتها” فكانت الأكرم في فقرها، ليس فقط لأنّها سخيّة بل لأنّ ثقتها بالله كاملة. إنّها مثال التلميذة التي عرفت كيف تتخلّى عن كلّ شيء لتسير طريق الربّ وراءه، وعلى مثاله.

~ الفكرة الرئيسة ~

أترك كلّ شيء واتبعني!

~ صلاة ~

أمام المحبة حتى التمام، وقد أظهرتها لنا على الصليب، نرجوك اليوم يا رب أن تهبنا نعمة العطاء. نحن بشر نتعلّق بكل ما نظنّه ملكنا، أعطنا أن نذكر أننا لا نملك حتى ذواتنا، وأن نجرؤ على العطاء محبةً بالناس، مقتدين بك... واثقين بأنك وحدك من يكافئ المعطي الفرحان. آمين.

~ قرار اليوم ~