مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

أمام رفض الكهنة ومناصريهم يشجب يسوع نواياهم الإجرامية ويعطي الشعب مثل الكرّامين القتلة، الذي يذكّر بالأنبياء الذين رفضهم المسؤولون عن اسرائيل “كرم الربّ”، وهم الآن يتهيّأون لقتل الابن الوحيد وارث الكرم وسيّده.

في سَفَر صاحب الكرم لزمن طويل، إشارة إلى غياب الله عن العالم. إنتظر صاحب الكرم الحصول على قسم من ثمر الكرم، لكنّ الكرّامين رفضوا إعطاءه شيئًا، وأعادوا الرسول “فارغًا” بعد أن ضربوه. وكان مصير الرسول الثاني أصعب، فأُهين في كرامته وشخصه وجُلد؛ وأُضيف إلى نصيب الرسول الثالث الجراح والطرد. وعندما قرّر “صاحب الكرم” إرسال “ابنه الحبيب” القادر على أن يتكلّم ويتصرّف كمالك للكرم، لم يسمحوا للابن الحبيب حتى بأن يطأ كرم أبيه أو أن يطالب بحقّه الشرعيّ، بل “أخرجوه خارج الكرم وقتلوه” (آ 15). ينتفض صاحب الكرم بقوّة بعد قتل الابن فيأخذ قرارات نهائيّة ثلاث: يأتي، يهلك الكرّامين، يعطي الكرم لآخرين. إنّه حكم الله القادر على الحياة والموت، كما على الثواب والعقاب.

~ تأمل في النص ~

يسوع هو الحجر الأساسيّ في البناء الإلهي وقد رفضه البنّاؤون المسؤولون عن شعب الله لكنّ الله مجّدَه؛ فمصير كل إنسان يرتبط إذًا بكيفية علاقته بيسوع محور المثل وهدفه، وهو يكشف أنّ السلطة القائمة لم تؤدِّ إلى الحياة، بل وصلت إلى حدّ قتل الرسول. أظهر الكتبة وعظماء الكهنة أنّهم يطبّقون ما قام به “الكرّامون القتلة”، فأرادوا أن يلقوا أيديهم على يسوع، “ولكنهم خافوا الشعب”.

صحيح أن كرم الربّ المقصود في النص الإنجيلي هو الشعب اليهودي الذي لم يعرف رؤساؤه أن يحافظوا على علاقتهم بالربّ فهلكوا وخسروه، لكنّه في المفهوم المسيحي، الشعب المؤمن الآتي من كلّ أمّة وقد وحّدها يسوع، ومسؤولية كلّ منّا الحفاظ عليه وتأدية الثمر في أوانه.

~ الفكرة الرئيسة ~

للرب الحريّة في محاسبة رؤساء هذا الشعب وكلّ فرد فيه لأن كلّ تلميذ/ة للمسيح مسؤول/ة أمامه.

~ صلاة ~

يا إله الكون ورب العالم، لا تسمح بأن نتصرّف وكأننا مالكون هذه الأرض. وضعتها بين أيدينا فاجعلنا نذكر بأننا سنؤدّي لك الحساب، ونعمل لنكون على قدر آمالك فينا. آمين.

~ قرار اليوم ~