مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بدأت رسالة يسوع بسلسلة من الجدالات مع الفرّيسيين والكتبة، وها هي تنتهي بسلسلة من المنازعات مع الكتبة وكبار الكهنة ثم مع الصدّوقيين. أّولى هذه المنازعات كانت حول مسألة السلطة يتبعها مثلٌ هجومي، ومشكلة الجزية لقيصر، قبل مشادّة كلاميّة حول القيامة، والسؤال إن كان يسوع هو ابن داود، يختمها يسوع بتحذير أخير. كلّ هذه الأحداث، إضافة إلى خطاب نهاية الأزمنة في الفصل 21، تتمّ في باحة الهيكل.

في الإطار النبويّ شكّل “سلطان يسوع” مشكلة دائمة أمام مسؤولي الشعب. طُرح هذا السؤال طيلة حياة يسوع بسبب الأعمال التي قام بها. لكنّ دخول يسوع المسيحاني، وطرده الباعة من الهيكل جعل من هذا السؤال أكثر إلحاحًا. وإذا بجواب يسوع يأتي على شكل سؤال مضاد على طريقة رابينيّي وفلاسفة عصره: من أين سلطان يوحنا المعمدان؟

~ تأمل في النص ~

سعى إلى انتزاع اعتراف السلطات به بعد أن قتله هيرودس، حتى إذا تمّ هذا الاعتراف يُعلن أنّ سلطانه هو من المصدر عينه. لكنّ المسؤولين بفئاتهم الثلاث، وقعوا في الحيرة أمام الجواب الصحيح الذي يجدر بهم إعلانه. أغلقوا قلوبهم عن قبول تدخّلات الله الخلاصيّة لشعبه فما اعترفوا بيوحنا، وأظهروا جُبنًا بخوفهم من الشعب الذي فهم واعترف به. انكشفت حقيقتهم وحساباتهم التي لا تأخذ بعين الاعتبار إلاّ مصالحهم الشخصيّة. أمام رفضهم رَفَضَ يسوع أيضًا الجواب عمّن أعطاه السلطان ليفعل “هذا”، أي دخوله الملوكي إلى أورشليم، وطرده الباعة من الهيكل، إضافة إلى كل الأفعال الخلاصيّة القديرة التي تمّمها بناءً على إرادة الآب.

~ الفكرة الرئيسة ~

كما رفض المسؤولون ترك قناعاتهم الشخصيّة المنغلقة على عاداتهم الدينيّة ومصالحهم الخاصة، فلم يستطيعوا الانفتاح على الجديد الذي أتى به يسوع، يقع المؤمنون أمام هذا التحدّي الدائم المطروح على كلٍّ منّا يوميًا. فهل نقبل التحدّي؟

~ صلاة ~

صلاتي اليوم يا رب لأجل المسؤولين في العالم الذين لا يدينون إلاّ بحكم مصالحهم الخاصة، فحوّلوا السلطة الى قوّة ظلم وقهر. أنر يا رب العقول بالحق والقلوب بالمحبة فينفتح مسؤولو عالمنا على السلطة التي تخدم وتعمل لسلام الناس أجميعن. آمين.

~ قرار اليوم ~