مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

دون أن يذكر لوقا مرور يسوع في أورشليم، يعلن انّه “دخل الهيكل” (آ 45) وكأنّ هذا الدخول هو هدف الرحلة الأساسي. أوّل ما قام به في الهيكل هو طرد التجّار منه في عمل يدلّ على الغيرة للرب (راجع زك 14: 22).

كان الشعب يدفع الضريبة للهيكل (خر 30: 13 – 16) بواسطة الشيكل الصوري (الوحدة الماليّة لمدينة صور) الذي اعتُبر مقدّسًا. وبما أنّ هذه العملة لم تكن في متناول الجميع، كان الصيارفة يقدّمون هذه الخدمة ويستفيدون منها فازدهرت أسواقهم في جبل الزيتون، إلى جانب أسواق الماشية المعدّة للذبائح. ويبدو أن خلافًا حصل بين السنهدريم (المجمع المقدّس) وعظيم الكهنة الذي منع عنهم حقّ ممارسة العمل في حرم الهيكل، فاستقبلتهم عائلة بن حنّان المسؤولة عن الأسواق في جبل الزيتون. لكن قيافا عظيم الكهنة سمح سنة 30 (سنة دخول يسوع إلى أورشليم) بأن تُفتتح سوق في أحد أروقة الهيكل لخدمة الحجّاج، فكان بيع المواشي إذًا لا يزال حديثًا عندما تدخّل يسوع وأراد أن يعيد لله ما هو لله (لو 20: 25).

~ تأمل في النص ~

ينطق يسوع باسم الربّ مستعينًا بمرجعين من الكتاب المقدس: “بيتي بيت صلاة”
(إش 56: 7)، وأنتم جعلتموه “مغارة لصوص” (إر 7: 11). في نبوءة إرميا ينبذ الله هذا الهيكل “الذي دُعي باسمي وانتم عليه متكلون،... كما فعل بشيلوه...” (إر 7: 14 – 15)، وبذلك يتمم نبوءة زكريّا: “فلا يكون بعدُ تجار في بيت الربّ القدير في ذلك اليوم” (زك 14: 21). فَهِم عظماء الكهنة والكتبة قصد يسوع، فحاولوا إهلاكه على خلفيّة هذا الحدث. إن يسوع يزعج صلاتنا ولاهوتنا. يذكّرنا بأننا لسنا الأسياد في الكنيسة، وبأننا لا نمتلك كلمة الله، بل نحن خدّام الكلمة وليسوع وحده السلطة على وضع الأمور في نصابها. كلٌّ منّا مسؤول عن ايمانه وعن حياته وعن ضميره... لكنه ليس مالكًا. إن الكنيسة هي بيت الآب.

~ الفكرة الرئيسة ~

كنائسنا أماكن لقائنا ببعضنا وبالله، إنها بيوت لله لأنها بيوت صلاة!

~ صلاة ~

وكأننا نحتمي برحمتك لنعمل هلاكنا. نرجوك اليوم يا رب أن تجلد بسوط حمّك إدّعائاتنا، وأن تحرق بنار روحك كل ما يبعدنا عن طريقك، فتعود قلوبنا بيوت صلاة ومسكنًا للروح القدس. آمين.

~ قرار اليوم ~