مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

نظرة يسوع إلى أورشليم جعلته “يبكي” بحسرة. أمام المآسي المبكية، كان يسوع يتدخّل لإصلاح الأمور (لو 5: 17؛ 8: 46)، أمّا هنا فهو يقف حزينًا يرثي فشل تدخّله لخير مدينته، وفي خطّ الأنبياء يُعلِن حكم الله عليها. لم يقبل شعب الله الاعتراف بمشروع الله، على “المعلّم” أن يعلن ذلك بألم وأسف “لو علمتِ”! (راجع مل 6: 3 – 5)، وكأنّه لم يعد قادرًا على تغيير الوضع. فاليوم هو “يومك”، يوم حضور الله للشعب الذي لا يريد أن يرى ولا أن يعرف الحياة التي يريدها له الله، فعليه تقع مسؤوليّة إهلاك نفسه، مع أنه كان يمكن أن يحصل على السلام الذي قدّمه له الله مرارًا (آ 42). “الآن” هو وقت الله، وقت الخلاص لمن يريد أن يقبله
(راجع 4: 21). إن الله يكشف عن ذاته بيسوع (آ 37) لكن للإنسان الحريّة بإغلاق عينيه.

~ تأمل في النص ~

سينكشف المستور نهائيًا في آخر الأزمنة، أمّا في هذا الزمن فرفض النظر يجلب خطر الهلاك.

كما رفض الشعب دومًا المرسلين، هكذا رَفَض أيضًا يسوع رسول الله ورفض شروط سلامه. أتاهم يسوع ملكًا مسالمًا على جحش، وليس على حصان حربي، لكنّه يبقى ملك المجد الإلهي، وفي الوقت عينه النبي الذي يبكي (إر 4: 5 – 5: 17، 15: 5 – 9)، أسفًا على ما سيؤول إليه مصير شعبه: “بيتكم يُترك لكم” (لو 13: 35)، كما أعلن إرميا عن ترك مجد الله للهيكل (إر 12: 7، راجع مز 69: 26).

~ الفكرة الرئيسة ~

قابل الشعب إرادة الله الخلاصيّة بالرفض التام، فكان الهلاك!

~ صلاة ~

خطايانا أبكتك يا إله الرحمة. إستهتارنا أحزنك يا من تريد خلاصنا وفرحنا. إغفر يا رب جهلنا وارحم ضعفنا وسامح خطايانا يا راحمنا. آمين.

~ قرار اليوم ~