مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

بعد أن عجز إبليس عن إخضاع يسوع لسلطته إذ جرّبه بكلّ تجربة ثمّ فارقه إلى حين
(لو 13: 4)، جاء يجرّبه بأسلوب جديد من خلال إخضاع واحد من تلاميذه إلى سلطانه، سلطان الظلام؛ وبينما التحضيرات جارية لتحيّن الفرصة لإلقاء القبض على يسوع، تجري تحضيرات بالتزامن مع عيد الفطر للتهيئة لعشاء الفصح بتوجيهات مباشرة من يسوع (آ آ 10–12). لقد حرص يسوع في هذا العشاء والأخير على أنّ يحتفل بالعيد على غرار التوجيهات الواردة في تث 16: 1–8. وكان الحجّاج يتوافدون إلى أورشليم لأنّ اليهود كانوا ملزمين بإقامة الذبيحة في رواق الهيكل وتناول العشاء ضمن أورشليم. في الوقت نفسه، كان سكّان أورشليم ملزمين كواجب دينيّ بتأمين غرف للحجّاج تمكّنهم من الإحتفال بالعشاء الفصحيّ مقابل إعطائهم الجلد المسلوخ للخروف المذبوح. كان هذا العيد عبارة عن احتفال تذكاريّ لخروج الإسرائيليّين من مصر وفي الوقت نفسه كان عيدًا لاقتراب الخلاص المسيحانيّ. على ضوء هذه الرمزيّة لعيد الفصح اليهوديّ نفهم احتفال يسوع بهذه المناسبة مع تلاميذه دلالة إلى حلول الخلاص المسيحانيّ المرتقب الذي يُعلن خاتمة ذبائح العهد القديم حيث يقدّم يسوع نفسه حملاً مذبوحًا لأجل خلاص العالم.

~تأمل في النص ~

في الوقت الذي تجري فيه أعمال الظلمة على قدمٍ وساق وتقوم المخطّطات الجهنّميّة الآيلة إلى الموت والدمار، يكمل الله خطّته الخلاصيّة متغاضيًا عن جهل الخائنين وغشاوة بصيرة أعداء الإيمان. في الوقت الذي يعرف فيه يسوع بأنّ الدسائس تُحاك ضدّه، يمضي غير آبه بمصيره وينشغل بالتحضيرات للعشاء الأخير الذي سيعلن فيه انبلاج عهد جديد ينبئ بحلول الخلاص المسيحانيّ. واليوم كما في الأمس سلاطين الظلام ومشاريعها التخريبيّة المروّجة لثقافة الموت تتكاثر وتنمو غير آبهة بالدمار الذي تخلّفه في قلب العالم؛ وفي مقابل ذلك عمَل الروح القدس مستمرّ لنشر البشارة وتوليد مؤمنين بالمسيح وبكلامه الذي يمنح الشفاء الروحيّ والنفسيّ ويعدّ النفس للخلاص الأبديّ. قد يسهل علينا بعد حوالي ألفين سنة من صلب المسيح أن ندين خيانة يهوذا ونصف عمله أقلّه بالمشين ولكن علينا أيضًا أن ندرك بأنّنا في كلّ مرّة نتبرّأ فيها من تعليم يسوع ونقيسه على مستوى قناعات العالم التي نختارها على حساب الوصايا نرتكب نحن أيضًا فعل خيانة نساهم فيه بصلب كلام المسيح فنقايضه بحبائل أفكار البشر ونتخلّى عنه لنمضي صوب ما يُرضي مصالحنا.

~الفكرة الرئيسة ~

لا تؤثّر مخطّطات الشرّ بتاتًا على عمل الروح القدس المزمع تحقيقه في قلب العالم، ولكن حذار من أن نستسلم إلى عقليّة يهوذا القابعة في كلّ منّا والجاهزة لتبرز ذاتها إن كان الظرف مؤاتيًا لمصالحها.

~صلاة ~

لا تسمح يا ربّ بأن أتسبّب بعرقلة عملك الخلاصيّ في حياتي ومن حولي وبأن أتنكّر لكلامك كي أغذّي شهواتي. آمين.

~قرار اليوم ~