YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 79 OF 366

~شرح النص ~

بعد أن علّمهم بالكلام حول أهميّة الصلاة ها إنّ يسوع يعطي تلاميذه مثالاً حيًّا عن أهميّة الاستغراق بالصلاة لا بالنوم ولا بالحزن في وسط التجربة، هذه الصلاة الواقعيّة التي تعي حجم المصيبة المحدقة بالمرء تستحضر في اللّحظة عينها المشيئة الإلهيّة مع وعي كامل لسلطانها على الظروف وتتمثّل المعونة الإلهيّة الحاضرة في ملاك التعزية (آ 43) لفهمها الشديد بأنّ التدبير السماويّ أشدّ قوّة من ظاهر الأمور البشريّة. أجهد المسيح نفسه في صلاة استدرّت قطرات عرقٍ دامية وسنستنتج فحوى هذه الصلاة حينما سيُعلَّق مصلوبًا يَطلب في غمرة آلامه الغفران لمضطهديه (لو 23: 34) ويردّ على طلب اللصّ المؤمن للرحمة، الذي تناسى آلام الصلب ليشهد للحقّ، بالإيجاب وبالوعد بالفردوس (آ 43). في جبل الزيتون، طلب يسوع من الآب السماويّ أن يجيز عنه كأس حقد البشر وقلّة فهمهم ولكن في وعيه الكامل بأنّ الطبيعة الإلهيّة تحترم الحرّيّة البشريّة في نسق تفكيرها يستسلم بطاعة كاملة إلى الآب الذي يثق تمامًا بأنّ ابنه سيحفظ وصيّة المحبّة حتّى النهاية ويغفر لأعدائه مقدّمًا شهادة للبشريّة جمعاء حول عمق محبّة الآب ومساحة رحمته الواسعة. في تلك اللّحظة أيضًا، صلّى من أجل تلاميذه فهم سيُضطهدون من بعده يُلاحَقون حتّى القتل والتعذيب (لو21: 12)، صلّى حتّى لا يتعثّر إيمانهم ويتقوّوا للشهادة (لو 21: 13)؛ كانوا نائمين بدل أن يسهروا (لو 21: 36)، فذكّرهم للمرّة الثانية بأهميّة الصلاة لئلاّ يقعوا في التجربة (آ آ 40، 46).

~تأمل في النص ~

يُعتبر فقدان الإيمان أعظم وأخطر تجربة يمرّ بها الإنسان، سقط فيها يهوذا وتنبّأ بها المسيح قبل تسليمه في أكثر من موقف، فدعا تلاميذه إلى الصلاة ليثبتوا في وقت الشدّة. في بستان الزيتون وأمام محنته، أعطى يسوع تلاميذه مثالاً حيًّا حول ضرورة الصلاة وحول أهميّة توجيه الطلب. ولـمّا كان المسيح عالـمًا بما سيحلّ به على أيدي المؤمنين وعارفًا بأنّ تلاميذه سيتأثّرون بشراسة الحدث، رفع الصلاة من أجلهم ونبّههم إلى ضرورة السهر والصلاة للمحافظة على الإيمان في ظلّ المصيبة المحدقة به، لم يكن المسيح خائفًا من الصلب إنّما خاف على عدم تتميم مشيئة الآب. يحقّ لنا طبعًا التضرّع لكي يُزيل الله المحنة عنّا، وأمام ضراوة الموقف وقساوة قلوب الحانقين، طلب المسيح لبرهة إجازة الكأس عنه ولكنّه ما لبث أن أخضع إرادته لمشيئة الآب الكامنة في كأس المرارة هذا عاقدًا عزيمته على تتميم إرادة الآب حتّى النهاية. على خطى المسيح يجب علينا أن نميّز إرادة الله حتّى في قلب المحنة نُجيز له أن يعمل ويتمّم مشيئته وطالما أنّ يد الآب هي الفاعلة فإنّ العمل يؤول إلى الخلاص. عندما يحضر الله لتنفيذ إرادته يقوم في الوقت نفسه بتشديد الإنسان تمامًا كما ظهر الملاك ليقوّي المسيح. في قلب الشدّة، لم يحِد المسيح بتفكيره عن تلاميذه لعلمه بما سيحلّ بهم من تشتّت وشرذمة، فنبّههم مسبقًا من خطر العيش في اللامبالاة.

~الفكرة الرئيسة ~

تتحوّل المحنة مهما قست ظروفها إلى بَركة وعمل خلاصيّ عند نقطة فهمنا بأنّ إرادة الله هي الفاعلة وبأنّ يده هي المدبّرة لكلّ الأمور.

~صلاة ~

أعطني أيّها الآب نعمة تمييز إرادتك في أصعب الظروف كي لا أتخطّى حكمتك أو أعرقل تتميمك لعملك. آمين.

~قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More