مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~
خلال العشاء الوداعيّ والأخير، يحمّل يسوع تلاميذه توصياته الكفيلة بحفظ الرابط بينه وبينهم في غمرة الآلام والإضطهادات التي سيعانيها أمام أعينهم وحينما سيُخيّل إليهم بأنّ من وضعوا رجاءهم فيه قد انتهى. وبعد أن هنّأهم على ثباتهم معه في كلّ الظروف ووعدهم بالمجد السماويّ (22: 28-–30)، نتفاجأ به ينبّههم إلى تسلّل الشيطان في صفوفهم ليطلب ولاءهم له كما سبق وقبض على ولاء رفيقهم (22: 3) ويغربلهم كالقمح (عا 9: 9). مع العلم بأنّ الإنذار يطال كلّ المجموعة، يبقى سمعان في الواجهة فهو وإنْ كان الصخرة، وإنْ كان الأفضل بين إخوته في محبّته لسيّده فإنّه سينحدر أكثر من الجميع ولن يسعفه سوى صلاة يسوع التي ستكفَل له بأن يحافظ على إيمانه وتعيده في وسط إخوته حتّى يثبّتهم (آ 32). وبالفعل فإنّ تاريخ بطرس يشهد لدوره الطليعيّ بين سائر الرسل، فهو سيقوّيهم من خلال شهادته لهم بالقيامة (لو 24: 34)، ومن خلال مبادرته لإعادة تكوين مجموعة الاثني عشر (أع 1: 15–26) ومن خلال دوره القياديّ إبّان العنصرة وغيرها من المواقف (أع 2: 14–41). أمام كبرياء بطرس الذي يعلن به إستحالة خيانته يؤكّد له يسوع نكرانه الثلاثيّ الذي سيسبق صياح الديك. الحلّ إذًا ليس بالتباهي بعواطف ستسقط أمام الخوف، إنّما بالإئتزار بمال وكيس وسَيف، أشياء فهمها التلاميذ بحسب دلالتها الماديّة في حين أرادها المسيح زوّادة روحيّة يتسلّحون بها حينما سيسمعون بأنّ معلّمهم قد أُحصىي مع العصاة (إش 53: 12)؛ وأمام قلّة فهمهم، سيعطيهم في جبل الزيتون مثالاً حيًّا عن دور الصلاة في وجه المحنة.
~تأمل في النص ~
ما هو الشيطان وما هو تأثيره في حياة المؤمن؟ الحالة الشيطانيّة عبارة عن مرحلة شدّة يمرّ بها المؤمن تضعه أمام ذاته وتكشف عن معدن إيمانه. إنّها معركة ضروس تُظهر قناعاته الداخليّة وتدفعه لأخذ خيارات ومواقف. في صميم المعركة مع الشيطان، المؤمن مدعو إلى التمسّك بالصلاة للمحافظة على إيمانه. في قلب الشدّة والصلاة، يتمحّص المؤمن ويتطهّر إيمانه من آفّة التأرجح ويزيد ثباته في المسيح. في الصلاة التي رفعها يسوع على نيّة بطرس، دعوة لتجنّب التركيز على التجربة والتمسّك عوضًا عن ذلك بالصلاة. يقوم الإيمان على الأمانة التامّة لقناعات المسيح ولشخصه والتخلّي عن الحماس الخالي من الحكمة أي من قدرة الله. يقودنا الحماس الخالي من الحكمة إلى الأمكنة التي نرسمها في مخطّطاتنا. لا تبتغي الحكمة الإلهيّة موت بطرس إنّما تقوية إيمانه ليتمكّن بدوره من تشديد إخوانه. وبالرغم من ذلك، تُظهر كلمة “كفى” التي وجّهها المسيح للتلاميذ بأنّهم لم يفهموا كلام المسيح، ويبدو أنّه بالرغم من قربهم من معلّمهم كانوا بحاجة ماسّة لتوضيح الأمور وللتنوير كونهم سيتعرّضون إلى تجربة زعزعة إيمانهم، وهي مرحلة سيطرحون فيها تساؤلات عديدة، ويفتّشون فيها عن حلول بشريّة بدل أن يستعينوا بالصلاة التي سيرافقهم بها يسوع في قلب محنته.
~الفكرة الرئيسة ~
في بوتقة التجارب الشيطانيّة، يتمسّك المؤمن الحقيقيّ بالصلاة ويسعى للثبات في إيمانه وقناعاته المسيحيّة.
~صلاة ~
أبانا الذي في السماوات! لا تدخلنا في تجربة الاتّكال على الذات وقت المحنة بل أعطنا نعمة الصلاة التي نقهر بها عدوّنا الشيطان. آمين.
~قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

The Otherness of God

Stop Hustling, Start Earning: What Your Rest Reveals About Your Relationship With God's Provision

BEMA Liturgy I — Part D

Dare to Dream

Receive

The Way to True Happiness

21 Days of Fasting and Prayer - Heaven Come Down

Uncharted - Navigating the Unknown With a Trusted God

Loving Well in Community
