YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 80 OF 366

~ شرح النص ~

في مشهد الاعتقال، نتعجّب من رباطة جأش يسوع أمام وقاحة قبلة يهوذا وقلّة فهم التلميذ الذي استلّ سيفًا ليقمع القوّة بالقوّة، كما نتفاجأ به كمعلّم صالح في وسط النكبة يؤنّب (22: 28) ويعلّم ويشفي (آ 51) ويقرأ الحدث عل ضوء مخطّط الآب الخلاصيّ (آ 53). يتحرّك القادة الدينيّون في أورشليم بفعل سلطان الظلام، يقبعون في ليلٍ حالكٍ عاجزون عن تلقّي النور الذي أتى به يسوع (لو 1: 79). في لحظة موت يسوع، ستسيطر الظلمة على الأرض كلّها (لو 23: 44)، وما مجيء اليهود في الليل المظلم لإتمام مخطّطهم سوى تغطية لنواياهم الحالكة السواد وللاحتماء من ردّة فعل الشعب (22: 6). لم يتخفّ يسوع عن الأعين ولم يقصد مكانًا لا يعرف به يهوذا “أحد الاثني عشر” الذي سيسلمه إلى الموت، إنّما خضع لطبيعة الحدث واستغلّه ليعطي مثالاً حيًّا لتلاميذه عن كيفيّة تلقّي الضربات وكيفيّة الدفاع عن أنفسهم كما سبق ووعدهم بحكمة من الله (لو 21: 14–15). وأوّل الشهود على شجاعة المعلّم وحكمته في تدارك الأمور هو تلميذه بطرس الذي كان “يتبعه عن بعد” (آ 54). لن يدع إذًا يسوع هذا الظرف المظلم والظالم بطبيعته يمرّ دون أن يلقّن أتباعه أمثولة ليقتدوا بها في مواجهاتهم اللاحقة.

~ تأمل في النص ~

في مشهد القبض على يسوع خلال ساعات الليل المظلمة تلفتنا رؤيته سيّدًا للموقف في وقت أنّه ضحيّة مؤامرة شرسة حاكها جشع يهوذا وحسد الرؤساء اليهود. لم يصدر عنه أيّ اعتراض أو مقاومة للاعتقال المجحف، ولم يعبّر عن خوفه أو تأثّره إنّما بقي محافظًا على هدوئه وانصاع لمجرى الأحداث. هو يعرف تمامًا أنّه لن يكون في قبضة الظالمين إنّما في قبضة الآب وأنّ الساعة أتت لتتميم الإرادة الإلهيّة التي لن تتوقّف أمام حقد البشر بل ستعطي مثالاً حيًّا عن عظمة المحبّة المتجسّدة في الإبن والتي ستؤول إلى الخلاص المنتظر. يقابل خضوع يسوع في ذلك الظرف الصعب مقاومة التلميذ الذي لجأ إلى السيف، فلجأ بذلك إلى حكمته البشريّة المعتادة ونسي وصيّة المعلّم. أمّا يسوع فقد قابل الحقد بالرحمة وأصلح بيده ما أُخِذَ بالسيف وأعطانا مثالاً حيًّا عن الموقف الذي يجدر بنا تبنّيه أمام الظلم وأفعال التعدّي، وهو مشهد لن ينساه بطرس الذي كان يتبعه عن بُعد وسيحذو حذْوَ معلّمه في قلب الاضطهادات التي ستطاله، ولن يلوذ بالهرب بل ستكون له مواقف ممتلئة من حكمة الله ومن حضوره، ولن يخيفه لا السجن ولا التنكيل ولا التهديد.

~ الفكرة الرئيسة ~

تفرض علينا المحن التي تواجهنا موقفًا نشهد فيه إمّا على كوننا أبناءً للنور وإمّا أبناءً للظلام، وأمّا الشهادة للنور فنستمدّها من توسّلنا لتدخّل الحكمة الإلهيّة وأمّا وقوعنا في شرك الظلام فهو نتيجة تخلّينا عن الإيمان.

~ صلاة ~

عندما تطبق عليّ مخالب الظلمة لا تتركني يا ربّ لخوفي، ومُدَّني بقدرة التغلّب على الموقف لتتحوّل محنتي إلى مناسبة أشهد فيها على محبّتك الكامنة فيّ. آمين.

~ قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More