YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 77 OF 366

~شرح النص ~

خلال الفترة التي قضاها يسوع مع تلاميذه، أنبأهم ثلاث مرّات بأنّه سيُسلم إلى الموت (لو 9: 22، 44؛ 18: 31). وفي المرّة الرابعة التي يأتي فيها على ذكر مصيره، سيفاجئ تلاميذه بأنّه سيتمّ تسليمه على يد واحد من مختاريه الاثني عشر (22: 21). هذا الخبر سيثير موجة من التساؤلات في صفوف التلاميذ ويدفعهم إلى إقامة المقارنات في ما بينهم: إن كان الأسوأ يسلم معلّمهم إلى القضاء، فمن الأفضل يا ترى؟ سيردّ يسوع في ما سيكون بمثابة وصيّة أخيرة قبل الوداع وسيسعى إلى تخليص أولئك الذين “ثبتوا معه في محنه” (آ 28) من براثن العقليّة البشريّة؛ فالتنازع على السلطة ينتزعهم من دائرة معلّمهم ويردّهم إلى دائرة العالم حيث الملوك والسلاطين يتمسّكون بزمام السلطة طمعًا باستحسان الخليقة لهم (آ 25). من أراد أن يكون الأفضل، عليه أن يحذو حذو يسوع في الخدمة والتضحية حتّى الموت (لو 9: 22–24) “لأنّ من أراد أن يخلِّص حياته يخسرها”. إنّ ثبات التلاميذ إلى جانب معلّمهم في وجه المعارضة الرئاسيّة اليهوديّة وثباتهم في وصاياه ولا سيّما الأخيرة منها سيجعل منهم ديّانين للأمم ويؤهّلهم لتبوّؤ المقاعد الملوكيّة إلى جانب معلّمهم السماويّ كونهم وطأوا المجد الأرضي وتنازلوا عن قناعاتهم البشريّة لصالح ناموس المحبّة الذي بشّرهم به ابن الإنسان.

~تأمل في النص ~

يهتمّ الربّ اهتمامًا بالغًا بتساؤلاتنا وبالهواجس التي تدور في نفوسنا وينطلق من تفتيشنا ليزوّدنا بالأجوبة التي تروي عطشنا إلى المعرفة والحقيقة. لا يقدّم المسيح تعليمًا لا يدور في فلكنا ولا يلقي عظاتٍ لا تردّ على أسئلتنا، بل ينطلق دومًا من الحالة التي تُعرض عليه في التوقيت المناسب ومع الأشخاص المعنيّين وفي المكان الذي يختاره، وذلك ليكون لوقع الكلام تأثيره في النفوس. إنّ السؤال المطروح من قبل التلاميذ تقليديّ ويشغل بال البشر أينما وُجدوا؛ “من الأكبر؟” هو سؤال متجذّر في نفسيّة يشوبها الحسد والغيرة تحلم بالسلطة وترغب بالنفوذ. في خلفيّة هذا السؤال حشريّة لمعرفة من هو الأقرب إلى الله؛ أمّا جواب المسيح فمميّز لأنّ الأكبر في الملكوت هو الأصغر أي هو المتواضع الذي يتّخذ الله مرجعيّة دائمة لكلّ خطواته وأعماله، وهو من يخدم إخوته على الدوام من باب الصلاة التي يرفعها على نواياهم ليتدخّل الله ومن باب التعليم السماويّ الذي اقتناه بداخله. الأصغر بين إخوته هو الإنسان الثابت الذي يسمع كلام المسيح ويتأثّر به ويعيشه ويفهمه لينقله إلى الآخرين. هذا الإنسان الثابت في المحن والتجارب يعيش الملكوت منذ الآن، وهو صخر يبني عليه المسيح بيتًا ويطلّ من خلاله على سائر إخوته.

~الفكرة الرئيسة ~

الكبير في نظر العالم صغير في عين الربّ والأكبر في الملكوت هو من عاش التواضع وثبت في المحنة إلى أن تحوّل إلى صخرة إيمانيّة يبني عليها الله ملكوته.

~صلاة ~

“عليّ أن أصغر ويكبر هو” علّمني يا ربّ أنّ الاتّضاع أمامك يجعلني كبيرًا ويحوّلني إلى خادم تجاه إخوتي. آمين.

~قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More