مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~
تضعنا مقدّمة هذا الفصل في الإطار المكانيّ الموحّد الذي سيحكم الفصول 19–24؛ إنّه الصعود الأورشليميّ الذي ينبئ بالصعود المقبل إلى الجلجثة؛ والصيغة المشتركة بين حركتي الصعود هي صورة ملك ( آ 38، أنظر لو 23: 38) سيعتلي أوّلاً وبتواضع شديد لا يليق بمكانة ملك صهوة جحش ويدخل المدينة وسط التهليل وهتافات التمجيد بـصحبة التلاميذ الفرحين الذين سيفترشون الأرض أمامه بثيابهم ليعود بعد ذلك ببضعة فصول ويعتلي خشبة الصليب التي لا تليق أيضًا بصورة الملك وسط التهكّم وهتافات التحقير والمطالبة بالصلب (لو23: 21، 23؛ 35–37) وتُنزع عنه ثيابه ليتمّ تقاسمها في القرعة (لو23: 34). وحينما سعى بعض الفرّيسيّين في الظرف الأوّل إلى إسكات التلاميذ بهذا القول: “إنتهرهم!”، أكّد لهم يسوع بأنّ سكوت هؤلاء سيدفع بالحجارة وهي من عناصر الطبيعة الجامدة إلى الصراخ، وهذا فعلاً ما نشهده في الظرف الثاني حينما عمد اليهود لا بالقول وحسب إنّما بالفعل أيضًا إلى إسكات المسيح وقتل دعوته من خلال صلبه حيث تحرّكت الطبيعة في كسوف مفاجئ للشمس وزلزال شقّ حجاب الهيكل (لو23: 44–45)، فكان ذلك علامة لقائد المائة على أنّ من أسلم للصلب كان بارًّا (لو23: 47). لا يستبق هذا النوع من الشرح نهاية أحداث المهمّة الأورشليميّة إنّما يشكّل قراءة نوعيّة على ضوء الفصح المسيحانيّ على غرار نهج التلاميذ الذين لم يدوّنوا البشارة إلاّّ بعد أن فهموا بتنوير من الروح القدس بأنّ كلّ ما عاشوه من أحداث بصحبة معلّمهم لم يكن سوى تمهيد للحظة الصلب التي “ستنكشف فيها الأفكار عن قلوب كثيرة” (لو 2: 35) ويسقط فيها كثير من الناس ويقوم كثير منهم (لو 2: 34) فينقسموا بحسب مواقفهم بين هالكين وناجين تمامًا كما تمّ الانقسام على الصليب بين لصّ الشمال ولصّ اليمين (لو 23: 39–43). إن قراءتنا لتفاصيل الدخول الاحتفاليّ إلى أورشليم يبقى ناقصًا دون هذا الاستباق لأحداث الصلب إذ من خلال ذلك فقط نعي جوهر التواضع الذي عاشه الملك السماويّ وفحوى رسالته الأرضيّة.
~تأمل في النص ~
انتظرت أورشليم المخلّص مدّة طويلة من الزمن، فأتاها راكبًا على ظهر جحش واستقبلته بالتهليل وعلامات النصر. كان هذا الدخول الملكيّ والمتواضع في آنٍ معًا تمهيدًا لمرحلة صعبة سيخضع فيها ابن الإنسان لموجة عنيفة من الغضب والنقمة تقوده مباشرةً إلى أشنع الميتات وهي الإعدام صلبًا. كثيرون ممّن مجّدوا المبارك الآتي باسم الربّ عكسوا موقفهم لاحقًا ونادوا بصلبه. نحن اليوم نعترف بالمخلّص ولا ننادي بصلبه لأنّنا بتنا نعرفه جيّدًا، ولكنّنا مرّات عديدة وعلى غرار الأورشليميّين الذين رحّبوا بالربّ إلى حين، نتهلّل أمام الحدث الإلهيّ الذي يلائم تطلّعاتنا ونظرتنا إلى الأمور، ولكن ما إنْ تعاكسنا الظروف وحين يأتي التدخّل الإلهيّ على عكس توقّعاتنا، سريعًا ما ننتقل من موقف المهلّلين إلى موقف اللّاعنين غير واعين بأنّنا نتصدّى لإرادة إلهيّة منطقها يختلف عن منظورنا البشريّ الضعيف. ما أتعس الإنسان الذي يتعرّف على الله في الأحداث المفرحة من حياته وينكره في الأحداث التي يفهمها بفكر بشريّ محدود إلى حدّ يصل به إلى صلب الحضور الإلهيّ في حياته.
~الفكرة الرئيسة ~
في قراءة الأحداث التي تعترضنا علينا أن نميّز الإرادة الإلهيّة لتجنّب خطر الوقوع في إساءة فهم الله.
~صلاة ~
أعطني يا ربّ نعمة التمييز لأتعرّف إلى حضورك في وسط الظروف التي أمرّ بها حتّى وإن عجز عقلي عن إدراك حكمتك. آمين.
~قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

No More Mr. Nice Guy: Saying Goodbye to Doormat Christianity

Live Well | God's Plan for Your Wellbeing

____ for Christ - Salvation for All

Small Yes, Big Miracles: What the Story of the World's Most Downloaded Bible App Teaches Us

Our Father...

Engaging in God’s Heart for the Nations: 30-Day Devotional

All That Glitters: What the Bible Teaches Us About Avoiding Financial Traps

Leviticus | Reading Plan + Study Questions

Filled, Flourishing and Forward
