YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 66 OF 366

~شرح النص ~

يشكّل مشهد المواجهة بين يسوع وأعضاء مجلس اليهود من كهنة وكتبة وشيوخ جزءًا من ثلاثيّة يتطرّق فيها الإنجيليّ لوقا إلى علاقة يسوع بالهيكل. فبعد أن طهّره من المتعدّين على قدسيّته واستردّ له إطاره الحقيقيّ كبيت للتعليم الإلهيّ الحقّ، ها هو يقف وجهًا لوجه في مساءلة مع كبار اليهود هي لن تكون الأخيرة بل ستمهّد لمساءلة ثانية بعد القبض عليه، وباب الإستجواب هو نفسه “من أين لك هذا؟”

في خلفيّة السؤال الذي تطرحه مجموعة اليهود على يسوع (آ 2) تحقيق حول هويّته ككارز في الهيكل إذ وحده “المشيح” الحقيقيّ له الحقّ في “أن يعمل تلك الأعمال”. في المساءلة الثانية لن يطرح المجلس اليهوديّ السؤال مبطّنًا، إنّما سنجده يسأل بصريح العبارة “إن كنت المسيح فقل لنا!” (لو22: 67)؛ وأمّا أن يردّ يسوع السؤال في المواجهة الأولى بسؤال آخر عوضًا عن الإجابة بشكل مباشر، فنحن نجد تفسير ذلك في المواجهة الثانية في قوله: “لو قلت لكم لما صدّقتم”. وهو إذ يطرح سؤاله على المشكّكين حول رأيهم بسلطان يوحنّا المعمدان (يو 20: 4)، نراه يضع اليهود في مواجهة مباشرة مع إيمان الشعب، وهذا ما شاءوا تفاديه في تفاديهم الردّ، وهذا ما سيعطي يسوع في خضمّ المواجهة الثانية مفتاح جوابه على استجواب اليهود له: “وإنْ سألتُكُم لا تُجيبونَ.” (لو22: 68). في تعبير مبسّط يأخذ يسوع سؤال اليهود الذي يصلح كمادة استجواب في تحقيق قضائيّ ويطهّره من نزعته الملتوية ليجعل الجواب في مصاف الإيمان به.

~تأمل في النص ~

في سؤال رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ “بأيّ سلطان تفعل هذا؟”، عتاب مبطّن موجّه إلى يسوع: “من أعطاك الحقّ لتستأثر هكذا بمنبر الكرازة؟” حيث أنّ الهمّ الأكبر يكمن في المحافظة على الهيمنة على الشعب، وذلك على حساب مخطّط المشيئة الإلهيّة. أثارَ تزايد شعبيّة يسوع بين عامّة اليهود نار الحسد والبغضاء في نفوس المسؤولين عنهم، وعوضًا عن أن يميلوا بآذانهم للإصغاء إلى من حظي بالأكثريّة الشعبيّة، طفِقوا يطالبونه ببراهين تثبت أهليّته لاعتلاء سدّة التعليم في الهيكل. في أحيانٍ كثيرة، يمرّ عمل الله أمام ناظرينا ويخطف الألباب من حولنا، فنصير نتلهّى بإثبات مصدر النعمة بدل أن نخضع بإيمان لحلولها في حياة إنسانٍ من بيننا، فنقع حينذاك فريسة الحسد ونبدأ بإطلاق الأحكام لنعلّل نجاح شخصٍ ما انتشله الله بين ليلة وضحاها من حياة الفشل وعوضًا عن أن نمجّد عمل الربّ، نتحدّى حكمته من خلال تخضيعها لمعادلات بشريّة بعيدة كلّ البعد عن الإيمان، فنجد ذاتنا في نهاية المطاف في مواجهة مباشرة مع الله.

~الفكرة الرئيسة ~

أمام الأعمال الباهرة والناجحة والتي قد تحجب من دورنا أو شعبيّتنا في بعض الأحيان، علينا أن نتأنّى في كيفيّة أخذ المواقف ونطرح سؤالاً جوهريًّا: “هل من تدخّل إلهيّ يحكم الظرف القائم؟”

~صلاة ~

يا إلهي صُن لساني من آفّة الانتقاد وقلبي من آفّة الحسد كي لا أجد نفسي يومًا من الأيّام في حرب ضروس أشنّها ضدّ أحكامك السامية. آمين.

~قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More