مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~
لا يزال يسوع داخل “بيت أبيه” يكرز ويعلّم وسط امتعاض السنهدريم اليهوديّ ومعارضته الشديدة ومع كونه في مثل الكرّامين القتلة يتوجّه إلى الشعب بحسب 20: 9، فإنّ الرسالة موجّهة بشكل واضح إلى رؤساء الكهنة والكتبة (آ 19) الذين تحرّكوا للقبض عليه كونهم فهموا رموز المثل المستقاة مباشرة من التقليد اليهوديّ ومن الواقع المعاش. في فلسطين القديمة كانت الأزمة شائعة ما بين مالكي الكروم والمتعهّدين الذين عيّنوا للعناية بالمنتوج في غيابهم إمّا بسبب تقصيرهم أو تخلّفهم عن دفع متوجّباتهم. وبحسب إشعيا 5، فإنّ الكرم يمثّل شعب إسرائيل ممّا يجعل من رؤساء الكهنة والكتبة في هذا المثل مسؤولي الكرم وبالتالي مرتكبي أعمال الجلد (آ 10) والجرح (آ 11) والقتل (آ 15) ضدّ مرسلي صاحب الكرم أي الله. ما هو ملفت في هذا المثل هو الأمانة الفائقة التي عامل بها المالك متعهّدي الكرم، فعلى الرغم من معاملتهم السيّئة لمرسليه الثلاثة حافظ على العهد المبرم معهم إلى حين قرّر إرسال ابنه عسى أن يتعرّفوا فيه إلى مشيئته المباشرة ويعترفوا بسلطته. غير أنّ الكرّامين شعروا بأنّهم مهدّدون بالخسارة أمام الوارث (20: 40) فقتلوه ليضعوا يدهم على الميراث فيصحّ فيهم قول يسوع بأنّهم لصوص (لو19: 46). “الآخرون” في آ 16 هم معاصرو يسوع غير اليهود الذين انفتحوا على رسالته الإلهيّة ممّن سيشكّلون الأعضاء الجدد في الجماعة المؤمنة. أمّا غير المؤمنين فسيتهشّمون لاصطدامهم بحجر الزاوية المرذول من قبلهم (مز 118: 22)، وهنا طبعًا كشف مباشر من يسوع عن هويّته هو “المبارك الآتي بإسم الربّ” (لو 19: 38؛ مز 118: 26).
~تأمل في النص ~
يؤكّد لجوء يسوع إلى صيغة المثل على صفته كمربٍّ لا يفتّش عن فرض ذاته وتعليمه، إنّما يتوخّى إيصال الرسالة من خلال الاستناد على الدور الذي يلعبه المثل في تخطّي الحواجز مع السامع وإفساح المجال أمامه لاستنتاج العبرة والتعليم بنفسه. والمثل هو دعوة مفتوحة للجميع يطلّ من خلالها كلّ إنسان على ما يمسّه شخصيًّا من تفاصيل فيحدّد موقفه من شخصيّات القصّة ويقيّم ذاته تبعًا لما استنتجه من تفاصيل المثل. ما يهمّنا بشكل عامّ من مثل الكرّامين هو أن نفهم بأنّ مشروع الله الخلاصيّ قديم في الزمن يتلخّص بمسيرة مع شعب إسرائيل مرّت بفترات عديدة هيّأ فيها الآب السماويّ إرسال إبنه الوحيد كي يخلّص البشريّة من الخطيئة والموت؛ غير أنّ اليهود أخفقوا مرارًا وتكرارًا في التعرّف على مرسَلي الله، فتحوّلوا بذلك إلى أعداء لمشروعه. كلّ مسيحيّ هو مؤتمن على مشروع الله الخاصّ بحياته؛ من هنا علينا الحذر تجاه ما يرسله الله في محطّات حياتنا من إشارات وأحداث وأشخاص كي لا نأخذ موقفًا سلبيًّا بعلمٍ أو بغير علم منّا فنكون آنذاك أدوات هدم لخطّة الله في حياتنا وفي حياة من حولنا.
~الفكرة الرئيسة ~
يأخذ الإنسان موقفًا من اثنين في حياته: إمّا أن يكون جزءًا من مشروع الله في حياته وحياة القريبين منه وإمّا أن يكون خارجًا عنه وبالتالي معرقلاً له.
~صلاة ~
هبني يا ربّ أن أكون أداة في مشروعك الخلاصيّ الذي يطالني ويطال القريبين كما البعيدين كي يتحقّق ملكوتك السماويّ. آمين.
~قرار اليوم ~
Scripture
About this Plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Related Plans

No More Mr. Nice Guy: Saying Goodbye to Doormat Christianity

Live Well | God's Plan for Your Wellbeing

____ for Christ - Salvation for All

Small Yes, Big Miracles: What the Story of the World's Most Downloaded Bible App Teaches Us

Our Father...

Engaging in God’s Heart for the Nations: 30-Day Devotional

All That Glitters: What the Bible Teaches Us About Avoiding Financial Traps

Leviticus | Reading Plan + Study Questions

Filled, Flourishing and Forward
