YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 68 OF 366

~شرح النص ~

أمام خوف رؤساء اليهود من شعبيّة يسوع المتزايدة وعجزهم عن الإيقاع به بوسائل شريفة، نراهم في هذا النصّ يلجؤون إلى المواربة والتحايل فــــ ”يراقبون” يسوع ثمّ يرسلون “جواسيس يتلطّون بالبراءة” يضمرون الشرّ ضمنًا، ويتظاهرون بالخير فيطرحون عليه جملةً من المواضيع بهدف اصطياده بكلمة. إنّ أوّل مسألة شائكة يطرحها الموفدون اليهود هي عمليّة دفع الجزية المفروضة من قبل الرومان على اليهود؛ وأمّا نقطة انطلاق الحوار فهي اعتماد لغة معسولة يعدّدون فيها صفات يسوع الحقيقيّة مع كونهم لا يكترثون لأمرها، إنّما يستعملونها فقط كمادّة ضغط لتوجيه إجابته صوب ما يخدم مأربهم. إن كان الجواب لصالح دفع الضريبة اليونانيّة فهذا سيضعف من التفاف الشعب حوله وإن كان الجواب لصالح الامتناع عن الدفع فذلك يضعه في مواجهة مباشرة مع السلطات الرومانيّة، وفي الحالتين سيصيب رؤساء اليهود هدفهم في الحدّ من شعبيّة من يترصّدونه. أمّا يسوع فسينتزع جوابه مباشرةً من ما يحمله محاوروه في حوزتهم: إن كانوا يتعاملون بالدينار الفضيّ، فهم حكمًا خاضعون لسلطة من نُقشت صورته وكتابة إسمه عليه. إنّ جواب يسوع الذي لا يبين مُفاضلة بين الخضوع لسلطة قيصر والطاعة لله لا يصبّ في خانة “محاباة الوجوه” ولا يساوي بين الخيارين، بل يلغي المنافسة بينهما، فالخضوع للنظام السياسيّ أو الوضع الاجتماعيّ القائم أمر لا يتنافى مع الطاعة لله؛ وفي كلّ الأحوال شتّان ما بين “ما هو لقيصر” وبين “ما هو لله”.

~تأمل في النص ~

لم يكن ممكنًا الإيقاع بيسوع بالسهولة التي كان يتخيّلها رؤساء اليهود إذ إنّ أعماله لم تكن مفصولة عن أقواله وكان صادق النيّة والتعليم لدرجة أنّه كان يملك جوابًا شافيًا على المسائل الشائكة التي كانت تعترض اليهود. في ظلّ الحكم الرومانيّ لم يكن بالأمر السهل بالنسبة للشعب اليهوديّ التعايش مع فرائض اجتماعيّة وسياسيّة معيّنة بما أنّه كان مقيّدًا بتفاصيل الشريعة التي تحكم أدقّ تفاصيل حياته. إنّ جواب يسوع على مسألة دفع الجزية يردّ على كلّ التساؤلات التي قد يطرحها الإنسان المسيحيّ اليوم. من صفات المحبّة الخضوع والطاعة، والمؤمن المسيحيّ هو من يؤدّي شهادة للغير في احترام النظم الإجتماعيّة والسياسيّة السائدة في البلاد التي يقطنها. قد نضطر لظروف معيشيّة صعبة أن ننتقل إلى أوطان تعرض علينا شروطها الخاصّة لمجرّد أنّنا مسيحيّون؛ وفي هذا الغضون، لم يتركنا يسوع دون جواب إنّما علّمنا أن ننصاع للنظام القائم وأن نفصل بين طاعتنا لله وانصياعنا لما يُفرض علينا. “ما لقيصر لقيصر وما لله لله” هو قانون عيش يعطي الإنسان المسيحيّ إطارًا يسمح له أن يتعايش ضمن الأنظمة الديكتاتوريّة كما الديموقراطيّة دون أدنى تفريط بالعبادة الحقيقيّة.

~الفكرة الرئيسة ~

ما يميّز الإنسان المسيحيّ بشكلٍ عامّ هو قدرته على التقيّد بمستلزمات محيطه الإجتماعيّ والسياسيّ دون أن تضيع هويّته كإبن للآب السماويّ يدين له بمحبّته وطاعته الكاملة.

~صلاة ~

لا تسمح يا ربّ بأن أكون شاهد زور في العالم، أتمرّد على الأنظمة الحاكمة بحجّة أنّني أخدم كلمتك، بل علّمني أن أشهد للمحبّة من خلال الطاعة والإحترام. آمين.

~قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More