مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

“الأحقاء الممنطقة” هي علامة الاستعداد، وهي صورة تذكّر بانطلاق الشعب المفاجيء ليلة الخروج من مصر، وهي بالتالي رمز للفصح الذي تمَّ ليلاً. بعد كلّ الوصايا السابقة، تأتي وصية “الأحقاء المشدودة” وكأنها قمّة الإيمان عند من يضعون ثقتهم التامّة بالله؛ فأن يحيا المؤمنون وأحقاؤهم مشدودة وسرجهم موقدة في كل آن، هو أن يركّزوا اهتمامهم على الأساسيّ متحرّرين من المعوقات، ومستعدّين لاستقبال كلمة الله.

يشبّه يسوع التلاميذ بعبيد ينتظرون سيّدهم الراجع من العرس! في غيابه يعيش هؤلاء العبيد في بيته. عاد، وقرع فكانوا حاضرين ليفتحوا له “للوقت”، هنا تنقلب الأدوار فيأخذ السيّد دور الخادم لعبيده! إنّها حالة الملكوت حيث الربّ هو من يخدم المدعووين فـ”طوبى لهم” إن عرفوا كيف يحافظون على أمانتهم بالرغم من طول الوقت، وصعوبة العمل، وضجر الانتظار.

~تأمل في النص ~

هذا “السيد” هو “الربّ” يسوع الذي بعد قيامته غاب عن تلاميذه تاركًا لهم الاهتمام ببيته وحقل رسالته. يشبّههم “بالعبيد” الذين لا ساعة عمل محدّدة لهم، لأنّهم في خدمة سيّدهم ليلاً ونهارًا، في غيابه كما في حضوره، لأنّهم لا يعلمون في أيّ ساعة يعود “من العرس” ملكوت الفرح الدائم. فعلى الرغم من تعبهم والسهر، يمكن لانتظارهم إذًا أن يكون بالفرح والحماس لعودة “الربّ”، كما يمكن أن يكون بالتعاسة والخوف لمن يعيشون حياة عملهم كعبيد مجبَرين وليسوا أولاد البيت المسؤولين في بيت الآب. هؤلاء هم أهل الطوبى لأنهم وُجِدوا أهلاً للمسؤوليّة الملقاة على عاتقهم في أثناء غياب “السيّد”.

~الفكرة الرئيسة ~

المسيحيون هم الذين يعيشون كل ساعة من حياتهم في محبّة الله ومحبّة الناس، فتكون كل لحظة من لحظات حياتهم فرصة للتوبة إلى الله والاستعداد للاتّحاد به.

~صلاة ~

جعلتني يا رب وكيلك لأهتم بأحبّائك في غيابك، أعطني أن أكون على حسب آمالك، فأقوم بواجبي على ما ترضى، وأحقّق معك الفرح بخدمة كل من ألتقي به. آمين.

~قرار اليوم ~