مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

المأكل والملبس والمسكن هو الثلاثي الضروري لحياة كلّ إنسان، بحسب المنطق البشري، أما يسوع فيطلب من تلاميذه، وبطريقة استفزازيّة، ألاّ يهتمّوا لا بمأكلهم ولا بملبسهم ويذكّرهم بقيمة حياتهم ليعلموا أنّ ما يجدر بهم الاهتمام به هو الجوهر الباقي، وليس الأمور الفانية التي يحتاجها الإنسان في فترة حياته القصيرة. لتوضيح فكرته يلجأ يسوع، إلى أمثلة من الطبيعة، تقود الإنسان إلى تمجيد عناية الله الذي يسهر عل خلائقه ويهتمّ بحياتهم. فإن كان الله يرعى تفاصيل أصغر الخلائق وأنجسها، فكم بالأحرى يهتمّ بمن خلقهم على “صورته كمثاله”؟

~تأمل في النص ~

إن كان الإنسان غير قادر أن يوفّر لذاته أصغر الأشياء، فلماذا يحمّل نفسه هموم ما لا يقدر أن يحمله. ثقوا إذًا لا تخافوا، لأنّ الله بعنايته حاضر لكلٍّ منا!

الإنسان في همٍّ دائم لتأمين المستقبل، لكن الربّ يعرف تمامًا أنّه بحاجة إلى الضروري، وإلى راحة البال.

إن الهمّ الماديّ المشروع هو القاسم المشترك بين كل الناس، فما الذي يميّز المسيحيّين إذًا إن لم يكن سعيهم إلى ما هو أبعد من حياة الجسد؟ معركة المسيحيين هي معركة ضدّ الهموم الأرضيّة الفانية، على قاعدة الثقة بالآب القادر على توفير الضروري لأولاده. وعد بذلك وهو الأمين على وعوده. صحيح أننا “قطيع صغير” سهل على الأقوياء جزّه أو قتله أو قيادته، لكن لا يجب أن ننسى أنّ راعينا هو الله الحاضر دومًا معنا ولنا. فإن كنتم قطيعًا ضعيفًا وصغيرًا فإنّ الله قد شاء أن يكون الملكوت من نصيبكم إن بقيتم خرافًا متعلّقة براعيها الصالح.

~الفكرة الرئيسة ~

الله يعلم أنّنا بحاجة إلى الأكل لنحيا، لكنّه يذكّرنا بأن التخزين وتجميع الفائض ليس سوى علاقة على عدم الثقة بعنايته.

~صلاة ~

يا من تعرف حاجتي، أعطني ما يحفظ كرامة حياتي على هذه الأرض، وحرّرني من حبّ المال للتعلّق بما لا يفنى. لك المجد إلى الأبد. آمين.

~قرار اليوم ~