مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

في أعماقهم، كان حاملو الأخبار يظنّون أنّ في موت هؤلاء الجليليّين بهذه الطريقة الوحشيّة، عقابًا سماويًّا لهم على ذنب عظيم اقترفوه. أمّا يسوع، فأراد أن يعيد كل إنسان إلى ذاته. أمام الكارثة فكّر الناس في ذنوب الضحايا، فحوّل يسوع نظرهم من الخارج إلى داخل كلٍّ منهم؛ رفض المقابلة بين “خطايا” هؤلاء الجليليّين، وما حدث لهم من موتٍ شنيع مخيف. لا ينفي يسوع كونهم خطأة، لكن أليس كل إنسان خاطئ؟ ولتأكيد قوله، يخبر مأساة أخرى حدثت جنوب أورشليم قرب بركة سلوام. وليشجّع الجميع على أخذ قرارهم بالتوبة، يعطي يسوع مثلاً عن تينة زرعها إنسان وأعطاها مهلة ثلاث سنين لتثمر، لكنّ انتظاره خاب، فاتّخذ قرارًا بقطعها. لكن تأتي المفاجأة من الكرّام الذي ينتصر على غضب المالك، واضعًا نفسه بينها وبين مالكها، في محاولة لتخليصها من مصيرها القاتم. فكان للتينة المهلة الأخيرة لاثبات خصبها. فإن كانت النتيجة عقمًا دائمًا، فالفأس حاضر للقطع، لكنّ الرجاء موجود والكرّام حاضر للمساعدة، ويبقى أن القرار الأخير يبقى للشجرة في خلاصها أو هلاكها.

~تأمل في النص ~

يرفض يسوع الفكرة القائلة بأنّ عدالة الله تقع على المذنبين كالضربة القاضية العمياء. فإلهه هو أبٌ يحاور البشر، يعطيهم الوقت للاعتراف بخطاياهم، والقوّة للعودة إليه بالتوبة. يدعو الجميع إلى التوبة، ويحذّرهم بهدف أخذ القرار، طالبًا منهم عدم الوقوف في الحياة وقفة المتفرّج على مآسي الآخرين، بل وقفة من يأخذ موقف العمّال الساعين إلى الخلاص بالاتّحاد الدائم بالله وعيش إرادته. والتينة، صورة لشعب الله في الكتاب المقدس، هي المؤمنون الذين ما زالوا متردّدين غير واثقين من تعلّقهم بيسوع وحده. هذه التينة ليست محكومة بالهلاك بعد، لأنّ كرّامها هو يسوع يشفع فيها ويعمل لأجل خلاصها، فإن استفادت من هذه الفرصة وعاشت إيمانها وأثمرت محبّة كان لها الخلاص.

~الفكرة الرئيسة ~

كلٌ منّا هو هذه التينة، وكلٌ منا هو على صورة الكرّام!

~صلاة ~

إغفر لنا يا أبانا لأننا نجعلك إله الغضب والانتقام وكأننا نجعلك على صورتنا كمثالنا، علّمنا كل يوم أن نذكر أنك إله المحبة، وأن نستسلم لك واثقين برحمتك. آمين.

~قرار اليوم ~