مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

في أحد المجامع يوم السبت “رأى” يسوع بين الجموع امرأة منحنية، رأسها ونظرها نحو الأرض. مرضها غير مميت لكنّه قاتل للكرامة وللشخصيّة ونهائي لا شفاء منه. بانحنائها حُرمت من ميزة الإنسانيّة القادرة وحدها من بين الخلائق، من إمكانيّة رفع نظرها نحو الإله. وإضافة إلى الألم الجسدي، تأتي المهانة الاجتماعيّة والشعور بعقدة الذنب، وقد ربّيت على الظنّ بأن حالتها ليست سوى نتيجة خطيئة لا بدّ وأن تكون قد اقترفتها هي أو أهلها. “رآها” يسوع الربّ الذي يبحث عن المظلوم والمتألّم البائس، ثم “دعاها”، فتركت مكانها، المنزوي لتأتي إليه متغلّبة على خجلها، “فقال لها”: “يا امرأة، إنك محلولة من ضعفك”. أمّا رئيس المجمع، فلم يرَ في تصرّف يسوع إلاّ خرقًا لنظام السبت وفي ذلك جرم يستحقّ أن “يغتاظ” لحدوثه في المجمع. اعتبر أن تصرّف يسوع هو عمل بشري تمنعه الشريعة، ولم يفهم أنه عمل إلهي يشكّل هدفًا لكلّ الصلوات التي يرفعها المؤمنون أيّام السبوت. لقّب يسوع رئيس المجمع بـــ”المرائي” البعيد عن المنطق وعن حقيقة الدين، لأنّه يسمح بإعالة الحيوانات أكلاً وشربًا أيّام السبوت، ويرفض في الوقت عينه أن يُعيد يسوع “ابنة ابراهيم” إلى الحياة في هذا اليوم المقدّس.

~تأمل في النص ~

دون أن يسألها أيّ سؤال، حرّر يسوع المرأة من قوّة هذا الضعف الذي يربطها، وأعادها إلى الحياة بقوة الله. عمل يسوع هو عمل التحرير الذي يحمله الله لكلّ إنسان يحتاجه، على ما فعل في تحرير شعبه من مصر. فما يظنّه رئيس المجمع خرقًا لإرادة الله هو تحقيق إرادة الله الخلاصيّة، لأن عمل الخير يجوز في كل آن. عبوديّة هذه المرأة لضعفها مدّة ثماني عشرة سنة انتهت، وهو ما يطلبه الله بالذات: “كان ينبغي”. على مثال اسحق “ابن ابراهيم” الذي حلّه الله من رباط الموت وافتداه ليحيا، ها يسوع يحلّ “ابنة ابراهيم” من رباط عبوديتها لضعفها.

~الفكرة الرئيسة ~

قَلَب يسوع كلّ المفاهيم المتعلّقة بلاهوت السبت، ليجعل منه يوم عيد المحبّة وخدمة الآخرين.

~صلاة ~

يا يسوع وجه الآب الرحوم، يا من علّمتنا برحمتك أن إرادة الله هي خلاصنا، ساعدنا أن نضع في عنايتك آلامنا وخوفنا وكل الأثقال، فنتحرّر من كل قلق وتتحوّل حياتنا الى عيد. آمين.

~قرار اليوم ~