مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يسأل بطرس إن كان الاثنا عشر هم المعنيّين بحديثه أم كلّ الجمع، فلا يجيب يسوع عن سؤاله مباشرة لكنّه يعطيه مثلاً يجعله يفهم مسؤوليّته بأنّها أكبر من تلك الملقاة على عاتق الجميع. كل المؤمنين إخوة وأخوات لكن لكلّ منهم مسؤوليّة مختلفة يتطلّب منه تعليمًا مختلفًا. والرسل خدّام أوكل إليهم الربّ مسؤوليّة رعاية خدم بيته وأمواله. حَصَل الوكيل على ثقة سيّده فاتّكل عليه ليوفّر لكلّ من خدمه غذاءه “في حينه” ويحافظ على حياتهم بحسب إرادة سيّده. فإن كان “حكيمًا” وتمّم عمليًّا إرادة سيّده فهنيئًا له، لأنه سينال منه ثقة تؤهّله ليقوم مقامه “قيّمًا على جميع أمواله”. أمانته وحكمته ستسمحان لخدّام بيت السيّد أن يحيوا بسلام، متخطّين الصعوبات في أثناء غياب السيّد. لكن يمكن أن ينقلب دور الوكيل إلى حياة شك ومأساة حقيقيّة فيتحوّل تأخّر السيّد إلى مناسبةً لسقوطه.

نوعين من الخدّام، يستحقان نوعين من العقاب: الأول يعرف إرادة سيّده تمامًا لكنّه لا يحياها فهذا يُضرب كثيرًا؛ والثاني جاهل لإرادة سيّده يتصرّف كما الأوّل لكنّه يتلقّى ضربات أقلّ، لأنّ الأوّل “أُعطي” أن يعرف النعم التي أفاضها عليه سيّده من نعمة الحياة، إلى نعمة الغفران، ونعمة الخلاص، ونعمة الروح القدس، لذلك ينتظر منه الله الكثير وسيأتي “ليطالب” بالحصاد.

~ تأمل في النص ~

إنّ في تأخّر عودة الربّ خطرًا على المؤمنين بحيث يمكن أن ينسوا الله، لكنّ عودته لا بدّ حاصلة، وبصورة مفاجئة تنزل كالمقصلة: “يقطعه”، وبدلاً من أن يكون نصيب “الوكيل” مع الأبرار في الملكوت، سيشارك “الخائبين” نصيبهم. إنه مصير تعيس لمن حصل في البداية على كامل ثقة الربّ، لأنه بعد الموت الجسدي “يقطعه” السيد، فينال موتًا أبديًا “مع الخائبين”.

أوكل الله إنجيله إلى كلّ مؤمن ومؤمنة، وإلى كلّ مسؤول ومسؤولة في كنيسته، ليتحمّل كلّ منهم مسؤوليّة البشارة والخلاص في غيابه، فمِن هؤلاء الذين نالوا منه الكثير ينتظر الكثير، فهل سيخيب أمله أو سيكون فرحه وفرحنا كبيرين؟

~ الفكرة الرئيسة ~

كيف أقضي حياتي بانتظار عودة الربّ، وأين سيكون مصيري؟

~ صلاة ~

نجّني يا رب من خطر نسيان الأبديّة والاكتفاء بعيش اللحظة الحاضرة، قوّني لأضع نصب عينيّ ساعة اللقاء بك يا خالقي، فتتحوّل حياتي إلى أعمال تمجّدك وتوصلني إليك. آمين.

~ قرار اليوم ~