مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن تكلّمت المرأة بـمَثل من نسج الخيال (14: 1 – 11)، ها هي تزيل الحجاب عن المثل المستنبَط لتتطرّق مباشرة إلى غايتها المنشودة. فالمتضرِّر الأكبر من نفي أبشالوم ليس سوى “شعب الله”، علمًا أنّ الآيات 2صم 13: 34، 37، 38 واضحة جدًا بأنّ هذا الأخير هو الذي هرب بإرادته وليس والده الذي نفاه. يبدو أنّ أبشالوم يملك الأفضليّة لكي يرث أباه في الـمُلك بعدما مات الولد البكر ولم نعد نعلم ما جرى لكيلأب، إبن أبيجايل الذي يأتي بالدرجة الثانية بعد البكر (2صم 3: 3). أفصحت المرأة بوضوح عن كلّ ما يجول في صدرها في الآيتين 13 و14 معلّلة النفس بأن يؤيّد الملك وجهة نظرها. ثمّ وجّهت إليه كلمة مديح على سعة المعرفة التي يتحلّى بـها، لأنّ عبارة “فهم الخير والشرّ” تدلّ على أنّه كلّيّ العلم، وإذا كان يعلم بكلّ شيء فكم بالأحرى بالقضايا الخلافيّة التي تحصل في مملكته. أمّا الآيات 18 – 20 فتشكّل الكشف عن هويّة المدبّر لهذه المبادرة، وذلك بفضل حذاقة البصيرة لدى داود، الذي جعله يستحقّ هذه المرّة مديحًا آخر على حكمته النافذة.

~ تأمل في النص ~

إذا كانت حياة الانسان قبل المسيح تشبه الماء المصبوب على الأرض الذي يستحيل بعده أن يُجمَع، أمّا بعد المسيح فلن يضيع أيّ عمل خير يصنعه.

~ الفكرة الرئيسة ~

بعد أن أدركت المرأة أنّ الملك أنصفها وأعطاها الأمان، انتقلت من المَثل إلى الكلام الواضح فطبّقته عليه، إذ إنّه بغياب أبشالوم سيعرّض شعب الله لأن يكون كغنم لا راعي لها.

~ صلاة ~

نشكرك أيّها الربّ الإله، لأنّك لستَ كالـمَلك الأرضيّ الذي يحتاج إلى حافز يدفعه إلى إسترجاع إبنه إلى بيته، بل نراك تترك التسعة والتسعين خروفًا سعيًا وراء الخروف الضّال لتعيده إلى حظيرتك الأبويّة.

~ قرار اليوم ~