مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ماذا يقصد الكاتب بعبارة “وبعد أربع سنوات”؟ هل يؤرّخ منذ عودة أبشالوم من جشور حيث هرب بعد أن قتل أخاه (2صم 14: 23)؟ أو بعد أن تمّت المصالحة مع أبيه
(٢صم 14: 33)؟ أمّا الآيات 7ب – 9، فتُلقي الضوء على مدى الإزدواجيّة التي يتعامل بـها مع والده، وعلى طيبة قلب داود التي تكاد تلامس الضعف. لقد تذرّع بحجّة إيفاء نذر له، بغية إخفاء حفلة تنصيبه، تمامًا كما كان من قبل قد تذرّع بالوليمة التي أقامها بمناسبة جزّ غنمه ليقتل أخاه أمنون (2صم 13: 23 – 29). لم يختر حبرون على سبيل الصدفة بل لأنّ أباه كان قد نُصِّب فيها ملكًا (2صم 2: 4؛ 5: 3)، أو لأنّـها مسقط رأسه، أو ربّما كون أهلها غير راضين على داود الذي اختار أورشليم كعاصمة له عوض حبرون. وبعد التخطيط للمؤامرة، نصل في الآيات 10 – 12 إلى مرحلة التنفيذ التي تقوم على إرسال جواسيس في أوساط جميع أسباط إسرائيل وتزويدهم بالتعليمات اللّازمة، وتورّط مئتَي رجل من أورشليم على حين غفلة منهم، وإستدعاء مستشار داود ليوهم الناس بمناصرته له.

~ تأمل في النص ~

يتمتّع أبشالوم بذكاء خارق، فهو يخطّط بدقّة لكلّ ما سيقوم به، ولكن نأسف أنّ نواياه محاكة بأنانيّة وأعماله ملطّخة بالدم وتخطيطاته منقادة بالاحتيال.

~ الفكرة الرئيسة ~

تعرض لنا هذه الآيات الانقلاب الذي جنّد له أبشالوم كلّ طاقاته ليجبر أباه على التنحّي عن العرش، فيخلفه على المُلك. لقد حاك مؤامرته بإتقان، لكي ينال من أبيه ويتزايد إلتفاف الشعب حوله.

~ صلاة ~

أعطنا يا ربّ أن نتيقّن أنّ أبشالوم الذي يستبسل للحصول على الحُكم على حساب إلغاء والده، يبني بيته على الرمل، ولذلك فهو معرّض للسقوط الشديد ما إن يتعرّض لأدنى عاصفة رياح. هبنا أن نبني بيتنا عليك، أنت الصخر الثابت التي تبعث فينا الطمأنينة والاستقرار.

~ قرار اليوم ~