مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن اغتصب أمنون تامار، ظلّ شقيقها أبشالوم يخفي مشاعره إلى أن ثأر لها بعد سنتين، فقتل الجاني وهرب يختبئ عند تلماي ملك جشور، جدّه لأمّه (2صم 3: 3)، فوقع خبر مقتل أمنون على داود وقوع الصاعقة. وبعد انقضاء ثلاث سنين على وقوع الجريمة، كان ليوآب دور رئيسيّ لإعادة أبشالوم إلى أورشليم، فهيّأ ذريعة لإقناع داود بأن العفو عن ابنه القاتل يصبّ في إطار الخير العام. تُذكّرنا الخدعة التي لجأ إليها بإرسال أرملة ثكلى إلى داود بما فعله ناتان في 2صم 12: 1 – 7، والغرض من الذريعتين أن يجعلا داود يحكم في دعوى قضائيّة ومن ثمّ، إذ يجد نفسه مجبَرًا على الحكم الذي تقتضيه العدالة، يعترف بالخطأ الذي يطاله مباشرة فيتصرّف حسب مقتضاه. ولكي ينفّذ خطّته، إستدعى يوآب إمرأة حكيمة لتقوم بالدور الذي أُسنِد إليها على أكمل وجه وفقًا لتعليماته لكيما يصل إلى غايته المنشودة.

~ تأمل في النص ~

ليس عبثًا أن يكون يوآب قد لجأ إلى امرأة لتلعب دور الوسيط بينه وبين الملك. فقد أفادت من حكمتها لتحثّه على العفو، ومن وداعتها لتحمله على الرفق بالجاني، ومن حنكتها لتأخذ منه كلمة لا رجوع عنها.

~ الفكرة الرئيسة ~

بالرغم من الطابع الوهميّ للقصّة التي تجسّدها المرأة من تقوع، فلقد تجلّت مهارتها في استخدام ما يبدو أنّه أحد أشكال البلاط الملكيّ (آ 9)، أو بإتقانها التصرّف حسبما يقتضيه التأديب الأنثويّ، وبهذا، تلتقي بما قالته أبيجايل في 1صم 25: 24 ورفقة في تك 27: 13. كما ظهرت مهارتها بجعل الملك يتّخذ الربّ شاهدًا على كلامه، وبالتالي فلن يمكنه بعد ذلك أن يتراجع عن موقفه.

~ صلاة ~

أعطِ يا ربّ المرأة بأن تعي النِعَم التي أسبغتها عليها فتُدرك قيمتها، وتقوم بدورها الفاعل في المجتمع من خلال فضيلة الوداعة الممزوجة بالحكمة الرزينة التي تؤول إلى السلام والمحبّة.

~ قرار اليوم ~