مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

نحن هنا بصدد تفجّع داود ونحيبه بعد أن بلغ إليه موت ابنه أبشالوم. إنّه مقطع بليغ الأثر لحالة داود الذي يتفتّت قلبه حزنًا على فلذة كبده. ويعمل ترداد لفظة “ابني” على إثارة شفقة القارئ على ما آلت إليه حالة داود الذي صُعق بالنبأ. وهذا ما انعكس على الجنود الظافرين، فانقلب نصرهم إلى مناحة، ودخلوا المدينة متسلّلين إليها كما لو كانوا بحالة اندحار. مذّاك كان لا بدّ من تدخّل يوآب، قائد جيشه، الذي بدأ بإلقاء اللّوم عليه لتجاهله القادة والجنود، وعاد وحثّه على واجبه تجاههم ليطيّب قلوبـهم.

~ تأمل في النص ~

بالرغم من الانقلابات والمؤامرات التي حاكها أبشالوم ضدّ أبيه، لدرجة أنّه أعلن الحرب عليه، ها هو قلبُ الوالد ينوح ألمـًا على فراقه. لقد غلب العطف الأبويّ عند داود على تمرّد ابنه عليه، لدرجة أنّه جعله ينسى الجنود والقادة الذين أعادوا إليه إعتباره كملك، لا بل جميع بنيه وبناته وزوجاته وجواريه.

~ الفكرة الرئيسة ~

تكثر في هذا النصّ التناقضات: فالملك داود يتمنّى لو صُرع هو ذاته عوض إبنه، والجنود الذين حازوا النصر يتسلّلون خفية عوض الاحتفال بالظفر، والملك داود المفجوع بموت إبنه لا يلبث أن ينقلب من مناحة إلى تعزية بعد أن فعلت نصيحة يوآب فعلها. إنّه الصراع بين الحياة والموت، والعصيان والكرامة.

~ صلاة ~

إذا كان حزن داود على ابنه الثائر عليه بدا لا يُطاق، فكم بالحريّ قلبك أيّها الآب على موت إبنك الحبيب الذي لا عيب فيه. أعطنا أن نذكر دائمًا موته الفدائي فنخجل من خطايانا التي ما زالت تعمّق المسامير في يديه ورجليه.

~ قرار اليوم ~