مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يطالعنا هذا النصّ بانقلاب جذريٍّ في موقف أمنون تجاه تامار، فكأنّ الحبّ الجارف الذي كان يكنّه لها إنقلب بفعل سحر ساحر رأسًا على عقب. بالحقيقة، لا يمكن للحبّ أن يتحوّل إلى بغض، وإذا جرى ذلك، فهذا دليل على أنّه لم يكن من وجود للحبّ قطّ، بل مجرّد شهوة عمياء مستترة بغطاء الحبّ. يفيدنا علماء النفس في هذا التحوّل أنّ مَن يقوم بسلوك جنسيّ مضطرب، يشعر بالعار وبالإزدراء لذاته، فيُسقِط أحاسيسه على ضحيّته. بدورها، عبّرت تامار عن أساها بسلسلة من الحركات التي تمتّ بصلة إلى طقوس النوح والحداد: فذرّت الرماد على رأسها، ومزّقت ثوبـها الموشّى، وغطّت وجهها بيدها وراحت تبكي عاليًا. بعدها تأتي ردّة فعل كلّ من أخيها أبشالوم وأبيها داود. إنّه جوّ عابق بالهيجان كردّات فعلٍ على عملٍ تقشعرّ منها الأبدان.

~ تأمل في النص ~

كما حاول داود أن يُخفي زناه مع بتشابع، فاستقدم زوجها وفي نيّته أن ينسب إليه حمل زوجته، هكذا فإنّ أمنون، وعلى منوال أبيه، طرد تامار خارجًا ليُخفي جريمته ويُلحق بها تـهمة الاستدراج إلى هذا العمل الشنيع.

~ الفكرة الرئيسة ~

يزخر النصّ بالأحاسيس العنيفة التي أشعلتها نار تعدّي أمنون على تامار: فالجاني ذاته اضطرمت فيه مشاعر البغض الشديد نحوها، والضحيّة إنفجرت حزنًا وألمًا لما لحقها من العار، وشقيقها أبشالوم، بالرغم من محاولة مؤاساته الخارجيّة لأخته، راح يتحيّن الفرص للانتقام من المغتصِب، وداود تملّكه غضب شديد بسبب ما فعله إبنه البكر، إلاّ أنّه لم يعاقبه.

~ صلاة ~

هبنا يا ربّ الشجاعة واليقظة لئلّا تجرفنا نار الخطيئة التي تبدأ كشرارة ولكن إذا لم نستدركها يمكنها أن تتحوّل إلى حريق يلتهم كلّ ما يطاله. أعطنا أن نتسلّح بالمحبة التي تصبر وترفق ولا تسيء التصرّف ولا تفرح بالظلم وتصفح عن كلّ شيء (1كور 13).

~ قرار اليوم ~