مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

لماذا يستفيض الكاتب في الوصف الدقيق لما يجري بين أمنون وأخته لأبيه تامار (آ آ 8 – 12)؟ هل يودّ أن يقول لنا أنّ شهوة داود الجامحة قد بدأت تعطي ثمرًا داخل العائلة الملكيّة؟ ذلك أنّ أمنون هو ابنه البكر وهو يكنّ لابنه محبّة مميّزة (2صم 3: 2؛ 13: 23). أمّا في ما يخصّ إمكانيّة زواج أمنون من أخته، كما ورد على لسانـها، فهذا الموضوع يعود بنا إلى إبراهيم الذي كان متزوّجًا من سارة، أخته لأبيه، ولكن هذا حصل قبل أن يدعوه الربّ في تك 12. أمّا في ما بعد، فقد حرّمت الشريعة هذه الزواجات: “ملعون من يضاجع أخته، إبنة أبيه أو إبنة أمّه” (تث 27: 22؛ كذلك لا 18: 11؛ 20: 17). ويبقى السؤال: هل كان يحقّ للملك أن يعطي التفسيح لزواج القربى؟ أو هل حاولت تامار أن تجد حلاًّ وهي في مهبّ المشاعر التي تتقاذفها؟ ونصل إلى أمنون، فقد تصرّف مع أخته لأبيه بوحشيّة، وسلوكه الجنسيّ معها يدلّ على إساءة إستخدامه للسلطة.

~ تأمل في النص ~

يبدو لنا الكاتب وكأنّه يعرض مشهد اغتصاب أمنون لأخته بحركة بطيئة؛ ربّما أراد أن يُفهمنا أنّ الشهوة تبدأ تدريجيًا بفكرة شرّيرة، وإذا لم نتنبّه لها ونقاومها تتحوّل رويدًا رويدًا إلى فعل، ومن ثمّ إلى قوّة تتحكّم فينا.

~ الفكرة الرئيسة ~

بالطريقة عينها التي شاهدنا فيها داود يقترف الخطايا بصورة متصاعدة، من الشهوة إلى الزنى، إلى الاحتيال ليصل أخيرًا إلى القتل، نعود في هذا النصّ لنعاين ابنه أمنون يعيد الكرّة عينها؛ ففي كلتا الحالتين، سيصبح كلٌ منهما رهينة شهوة عمياء ستقوده إلى حيث لا يُحمَد عقباه، وهذا ما سنقرأه في ما بعد في رسالة يعقوب: “والشهوة إذا حبلت وَلَدَت الخطيئة، والخطيئة إذا نضجت وَلَدَت الموت” (يع 1: 15).

~ صلاة ~

علّمنا يا ربّ أن نقيس مدى حبّنا على كلمتك التي قلتَها وعشتَها حتّى الثمالة أن: “ما من حبٍّ أعظم من هذا: أن يضحّي الانسان بنفسه في سبيل أحبّائه” (يو 15: 13).

~ قرار اليوم ~