مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ها هو الحكم يصدر في مَن هو المسؤول عن تحقيق العدالة، فعوض أن يكون معتليًا عرش القضاء نراه قد وضع نفسه في قفص الاتـّهام. أمّا قرار الحكم الذي يصدره فيه ناثان فسيتحقّق في ما بعد، بحيث سيُقتل ابنه أمنون بإيعاز من أخيه أبشالوم (2صم 13: 29)، وبعدها سيلاقي أبشالوم حتفه قتلاً (2صم 18: 14)، إلى أن يأتي دور أدونيّا الذي قتله سليمان أخوه
(١مل 2: 23 – 25). هذا، وكان أبشالوم قد تمرّد على ابيه (2صم 15: 13)، ولم يتوانَ عن انتهاك حرمة زوجاته، بل ضاجعهنّ على السطح، على مرأى جميع الإسرائيليّين
(2صم 16: 22). وعندما أقرّ داود بخطيئته، غفرها له الربّ عوض أن يجازيه بالقتل جرّاء خطيئته المزدوجة من زنى وقتل (لا 20: 10؛ 24: 17)، لكي يبقى قدوة لكلّ خاطئ ينوي العودة إلى حضن الله الأبويّ.

~ تأمل في النص ~

نرى أنّ العقوبة التي تلحق بداود هي تطبيق على شريعة العين بالعين والسنّ بالسنّ. فكما كان داود قد تعدّى على بتشابع، هكذا سيلاقي هو نفسه المصير عينه في ما يخصّ زوجاته، والأسوأ من ذلك أنّ المتعدّي هو قريبه، لا بل ابنه الذي من لحمه ودمه.

~ الفكرة الرئيسة ~

سكب داودُ قلبَه أمام الله، فأتت توبته صادقة لدرجة أنّها خُلِّدت في التاريخ وأصبح المزمور 51 الذي ألّفه مرجعًا لكلّ تائب يختبر مدى مغفرة الربّ له خطيئته. ولكن مغفرة الله لخطيئة الانسان لا تُلغي ضرورة تكفيره عنها، لأنّ نتائج إهانة الله ما زالت مستمرّة.

~ صلاة ~

عندما زنى داود مع إمرأة أوريّا، جنّد كلّ طاقاته لكي يبقى إثمه سِرًّا، ولكنّه نسي ما يقوله المزمور “أينَ أذهَبُ مِن روحِكَ وأينَ أَهرُبُ مِن وَجهِكَ؟” (مز 139: 7). نسألك يا ربّ أن تجعلنا نعيش دومًا في حضرتك، ونسير أمام وجهك، لأنّه بقربك نفرح ونبتهج ونتهلّل، ونحيا حياة النعيم على الدوام.

~ قرار اليوم ~