مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

شكّل إستياء داود على المثل الذي أعطاه ناثان فرصة سانحة لكي يطبّقه على الـمَلك. يمكننا أن نختصر كلّ تفسيره بالجزء الأوّل من الآية 7: “أنت هو الرجل”. مذّاك أصبح سهلاً على النبيّ أن يتّهمه مباشرة وأن يحكم عليه باسم الربّ. يتّبع خطاب ناثان الخطوات المتعارَف عليها في سيرورة المحاكمة: يبدأ بتعداد الحسنات التي قام بـها المشتكي (آ آ 7ب-8)، وبعدها يأتي القرار الاتّـهاميّ بحدّ ذاته (آ 9)، إلى أن نصل بعدها إلى إصدار الحُكم (آ آ 10 – 12). أمّا بالنسبة إلى زوجات شاول اللّواتي اصبحن زوجات داود، فنجد ذكرًا لهذا التدبير في المشنَه، سنهدرين 2: 2، حيث يمكن للملك أن يتزوّج أرامل الملك الذي سلفه، علمًا أنّ هذه الفكرة تناقض ما ورد في مكان آخر بأن “على الملك أن لا يُكثر من النساء لئلّا يزيغ قلبه” (تث 17: 17).

~ تأمل في النص ~

أن يمسح الربّ داود ملكًا على بني إسرائيل، يعني أن يعطيه مهمّة المحافظة على القطيع الموكَل إليه، لأنّ إحدى ألقاب الملك أن يكون “الراعي لشعب الله”، علمًا أنّ هذا القطيع هو خاصّة الربّ دون سواه. ولكنّ داود إستغلّ المكانة التي وُهبت له وراح يعبث بالسيف بالمؤتـمـَن عليهم.

~ الفكرة الرئيسة ~

لقد سبق للربّ أن اختار داود دون أيّ استحقاق منه، ثمّ أفاض نعمه عليه، فأنقذه من يد شاول، وأعطاه جميع ممتلكاته، وجعله ملكًا ليس فقط على إسرائيل كما كان سلفه، بل أيضًا على يهوذا. فما بال داود يبادله هذا الاختيار المجّاني بإحتقاره لكلامه، علمًا أنّ مَن يحتقر كلام الربّ، يحتقره مباشرة؟

~ صلاة ~

في بداية إدّعائه على داود قال له ناثان: “أنت هو الرجل”. أمّا يسوع فبعدما أسلمه اليهود إلى بيلاطس، ورغم أنّ هذا الأخير لم يجد سببًا لاتّـهامه (يو 18: 38؛ 19: 4)، فقد جلدَه ووضع الجنود على رأسه إكليلاً من شوك وألبسوه رداء أرجوانيًا، وأخرجه بيلاطس إلى أمام الشعب قائلاً: “ها هوذا الرجل!” (يو 19: 5). فيا يسوع الذي افتتحتَ الملكيّة المشيحيّة بإهراق دمك في سبيل العالم بأسره، أهِّلنا أن نفهم في ضعفك القوّة، وفي ذلّك الانتصار، لكي نؤهَّل الى القيامة والحياة الجديدة التي نستحقّها بفدائك لنا.

~ قرار اليوم ~