مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن علم داود أنّ بتشابع حملت منه، أسرع في استدعاء زوجها من ساحة المعركة، لكي يزيل كلّ أثر لزناه معها. ومن ثمّ دعاه لينزل إلى بيته وأرسل له هديّة من عنده. كان أوريّا رجلاً حثّيًا، أيّ يتحدّر من الشعب الذي يعود أصله إلى برّ الأناضول منذ الألف الثاني ق.م.، ولكنّه تمكّن من بسط نفوذه على عدّة مناطق من الشرق الأوسط منذ القرن السابع عشر ق.م.، وبالتالي ربّما لم يكن أوريّا يهوديًّا. أمّا رتبته فكانت مرموقة في جيش داود إذ يرد إسمه بين الرؤساء الثلاثين الذين كانوا ابطالاً حقيقيّين (2صم 23: 39). عندما استدعاه داود إلى بيته، كانت الغاية أن يدخل على زوجته، ولكن الأمور راحت تتعقّد إذ أبى أوريّا أن ينصاع إلى أوامر الملك، وفضّل أن يبقى متمسّكًا بولائه لتابوت العهد وللرجال المقيمين في الخيام والمعرّضين للخطر. شتّان ما بين موقف داود الذي بعدما أحرز انتصارات عدّة، أصبح يخال ذاته أنّه الملك بامتياز وأنّه يسيّر الناس كما يشاء، في حين أنّ أوريّا الغريب ظلّ يتفانى في واجبه وآثر ولاءه للجيش على واجباته الزوجيّة.

~ تأمل في النص ~

عندما اقترف الأبوان الأوّلان خطيئة التمرّد على الربّ، عرفا أنّـهما عريانان فاختبأا من وجهه، وها هو داود يعيد الخبرة ذاتـها ويحاول أن يُخفي خطيئته. السؤال: في حال نجح داود في إخفاء أمره على أوريّا، هل يُمكنه إسكات صراخ ضميره؟

~ الفكرة الرئيسة ~

في جواب أوريّا لداود نجد صدىً لما قاله داود لناثان النبيّ “أنظر، أنا مقيم في بيت من أرز، وتابوت العهد مقيم في خيمة” (2صم 7: 2). يومها لم تكن بعد قد أعمت داودَ خطيئةُ الزنى، لذا كانت غيرته على تابوت العهد لا تقاوم.

~ صلاة ~

حياتنا يا ربّ هي سلسلة من التجارب التي تدغدغ كبرياءنا وتحاول أن تبعدنا عنك وعن إرادتك المتجسّدة في الكتاب المقدّس، فلا تسمح بأن ننقاد لها بل إجعلنا نردّد مع بطرس والرسل: “يجب أن نطيع الله لا الناس” (أع 5: 29).

~ قرار اليوم ~