مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ترتبط الآية الأولى بالفصل السابق، الذي يورد صراعات داود مع العمّونيّين. في تلك الحقبة كانت هناك مواسم للحرب، بنوع خاص فصل الربيع، إذ لا تمطر فيه، فيتفادوا اجتياز الأنـهر أثناء الفياضانات، كما يسهل على الجيوش الحراك، هم ومركباتـهم وعرباتـهم. زد على أنّه فصل حصاد بعض المحاصيل، وعليه، يمكن للجيوش أن تؤمّن غذاءها. من جهة ثانية، يبدو أنّ الصراع بين بني إسرائيل وبني عمّون قد بلغ أوجه ممّا حدا بداود أن يرسل كلّ جيشه وعلى رأسهم يوآب وسائر القادة. أمّا السؤال البديهيّ فهو: لماذا مكث داود في أورشليم في حين أنّه حشد شخصيًّا جيشه وانطلق معهم لمحاربة الآراميّين (2صم 10: 17)؟ هل هو نوع من التراخي إذ تخلّى عن مسؤوليّته في الخروج إلى المعركة؟ هذا ما يمكن تفسيره، سيّما وأنّ التفصيل الذي يعطيه الكاتب يدعم هذا التوجّه، بحيث يقول “وعند المساء قام داود عن سريره”، إذًا، يفترض فيه أنّه أطال قيلولته. أمّا ما حصل بعدها بينه وبين بتشابع، فهناك مَن يُلقي اللّوم على المرأة التي قامت بدور إستفزازيّ، ولكنّ دورها يظهر بمثابة مَن يتلقّى وليس بدور الفاعل المحرّض، وبالمقابل هناك مَن لا يتوانى من أن ينسب إلى داود صورة الملك المستبدّ والشهوانيّ.

~ تأمل في النص ~

لم يُذكر قط أنّ داود خطّط مسبقًا للقائه ببتشابع، ولكنّ مسؤوليّته تكمن في إطلاقه العنان لشهوته ولإستغلال مكانته كملك، وعليه، لم يكن بإمكان بتشابع أن ترفض الخضوع لرغبة الملك وإلاّ لاستحقّت لنفسها العقاب.

~ الفكرة الرئيسة ~

منذ 1صم 17، والكاتب يعرض لنا صورة داود الشجاع والمقدام، الذي يسحق أعداءه، إبتداء من جليات الجبّار إلى العمّونيّين والآراميّين في 2صم 10، ولكنّ هذا النص يطالعنا بصورة معكوسة له بحيث تتغيّر الأمور رأسًا على عقب:كان داود قد أوقع الرعب في قلوب كثيرة وها هو يقع فريسة شهوة قتّالة أطاحت بالقيم الأخلاقيّة التي على مسيح الربّ أن يتحلّى بها.

~ صلاة ~

أعطنا يا ربّ صفاء النيّة، فلا نستغلّ عطاياك للإثارة ولا نستخدم نِعمَك للتحكّم بالآخرين. هبنا أن نقنع بما أفضتَ علينا من مواهبك فنعيش بالامتنان لك عوض أن يتآكلنا الحسد من عطايا الغير ومقتنياتـهم.

~ قرار اليوم ~