مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بناء على إلحاح شيوخ بني إسرائيل بأن يُقيم لهم صموئيل ملكًا، سمح الربّ له أن يسمع لقولهم، ولكنّه طلب منه أن يُنذرهم ويُخبرهم بحقوق المـَلك عليهم. وعليه، عرض لهم صموئيل كلّ المستجدّات التي ستطرأ عليهم نتيجة اختيارهم للنظام الملكيّ. فهم، إذ اختاروا الملكيّة، عليهم أن يعوا منذ الآن أنّ للمَلِك حقوق ستُثقِل كاهلهم وتجعلهم يرزحون تحت وطأة حملها: سيأخذ أبناءهم للتجنيد والفلاحة والحصاد والصناعة، كما سيأخذ البنات ليجعل منهنّ عطّارات وطبّاخات وخبّازات، وسيلقي القبض على الحقول والكروم والزيتون، وسيفرض الضرائب والعشور على جميع ممتلكاتـهم. يتكرّر الفعل “يأخذ” اربع مرّات، بالإضافة إلى الأفعال المرادفة، كفعل “يتّخذ” و “يجبي الضريبة”، كلّ ذلك ليقول، في نـهاية المطاف، أنّه سيأخذ كلّ ما هو للشعب ويعطيه لحاشيته ولرجاله.

هذه هي العادات المتعارَف عليها والمتّبَعَة من قبل سائر الممالك المحيطة بهم. فالملك هو الحاكم المطلق الذي يضع يده على كلّ شيء وكلّ إنسان يعيش ضمن مملكته، وبالمقابل، لا يحقّ لأيّ أحد أن يطالبه بأيّ حقٍ.

~ تأمل في النص ~

ما أبعد المسافات بين مُلك الربّ ومُلك الإنسان. فالربّ، عندما يملك على الإنسان، يعطيه سلطة على كلّ خلقه، أمّا عندما يملك إنسان على إنسان فإنّه يسلبه كلّ ما له. وأين الغرابة، إذ أنّ الهدف البعيد للملوك يقوم على خيرهم الشخصيّ على حساب مرؤوسيهم.

~ الفكرة الرئيسة ~

صوّت الشعب لسيادة البشر عليه، فأقصى سيادة الله بعيدًا عنه. لقد وضع الرهان على الحكّام غير الأكفّاء على حساب الثقة بالله والتسليم له، ولكنّه بهذا أطلق على ذاته حُكم الإعدام الذي نتبيّنه من الآية 18 التي تنبئ بالهلاك الحتميّ الذي سينتهي بكارثة المنفى.

~ صلاة ~

نشكرك يا ربّ لأنّك لا تعاملنا بالمثل، فبالرغم من أنّ الشعب استبدلك بالحكّام الأرضيّين، تصرّفت معهم كأبٍ حنون وطلبت من صموئيل أن يرشدهم إستدراكًا للمساوئ التي ستحلّ بهم.

~ قرار اليوم ~