مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

يبدأ المشهد بطلب صموئيل من شاول أن يكونا وحدهما، حتّى يُسمِعَهُ كلام الله. وبعدها يمسح صموئيلُ شاولَ بالزيت، تتميمًا لما كان الربّ قد سبق وطلبه منه في الآية 9: 16. أمّا الكلمات التي رافقت صبّه الزيت على رأس شاول فلها نفحة أسراريّة، وهذا ما يثبت أنّ منبعها إلهيّ. كانت مسحة الزيت قديمًا تشكّل الفعل القانونيّ الذي يجعل الشعب يعترف بالممسوح ملكًا. أمّا من الناحية الروحيّة فللمسحة طابع مقدّس، يكرّس فيه الربّ الممسوح لرتبة الملكيّة، بواسطة كاهن أو نبيّ (راجع مثلاً 1صم 16: 13 بالنسبة إلى داود، و ١مل 1: 39 بالنسبة إلى سليمان).

ثمّ نصل إلى الكلمات النبويّة التي هي كناية عن لقاءات متتالية لأشخاص سيقابلهم شاول على طريق العودة، وستكون بمثابة علامة للعناية الإلهيّة له. نتوقّف بالتحديد لدى الرجال الذين معهم ثلاثة أرغفة من الخبز والتي سيعطونه منها رغيفين؛ بحيث يمكننا أن نرى في هذا العمل إستباقًا لتقدمة الخبز التي يؤدّيها الملك في المعبد، بناء على ما جاء في مخطوطات قمران.

وبعدها يلتقي شاول بجماعة من الأنبياء الذين يتنبّأون على وقع آلات موسيقيّة، فتنتقل إليه هبة النبوءة علامة على أنّه قد غدا شخصًا جديدًا مغايرًا لما كان عليه قبل لقائه بصموئيل.

~ تأمل في النص ~

“إفعل ما في قدرتك، لأنّ الله معك” (آ 7). لا تكمن قدرة شاول فيه شخصيًّا، بل بمدى تجاوبه مع نعمة الربّ التي حلّت عليه في إقتباله المسحة بزيت التكريس.

~ الفكرة الرئيسة ~

في العهد القديم كانت المسحة بالزيت تطال فقط بعض الأشخاص، كالملوك والأنبياء والكهنة، ليؤيّدهم الربّ في دورهم الرياديّ إزاء الشعب. وهذا ما نراه في المفاعيل الأولى لمسحة شاول إذ غدا مميّزًا عن غيره من خلال التنبّوء.

~ صلاة ~

أعطني يا ربّ أن أعي عظم نعمتك التي حلّت عليّ عندما حصلتُ على سرَّي المعموديّة والتثبيت. إجعلني أردّد وأعيش ما قلته لشاول: “إفعل ما في قدرتك، لأنّ الله معك”.

~ قرار اليوم ~